تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:في كتابه المعنون "علم لاهوت الأديان" يتناول الأب فاضل سيداروس اليسوعي قضيتين جوهريتين متكاملتين، إحداهما تتعلق بالأشخاص: هل من خلاص لغير المسيحيين؟ والأخرى تختص بالأديان: ما وضعُ الأديان غير المسيحية من خلاص مؤمنيها؟
يعالج المؤلف تلك القضيتين بالإنطلاق من (الكتاب المقدس)، ولا سيما من العهد الجديد، بصفته مرجعية ...أي خطاب لاهوتي. وفي هذا الإطار يلقي المؤلف نظرة على القرون المسيحية الأولى التي صاغت، من يد آباء الكنيسة، الصرح العقائدي، واحتكت بأديان وثقافات أخرى، في محاولة لاكتشاف طريقة تفكيرهم، ولا سيما في طريقة إبداعهم اللاهوتي، وبناء على هاتين الركيزتين "الكتاب المقدس" ونظرة "القرون المسيحية الأولى؛ الآباء الكنسيين" يوضح المؤلف مكتسبات "المجتمع الفاتيكاني الثاني " الذي مثل نظرة مجددة في طرح القضية اللاهوتية الخاصة بوضع غير المسيحيين ووضع دياناتهم، كما وفي طريقة معاملتهم.
واعتماداً على ما سبق، يوضح الكتاب أهم ما نجم عن المجمع وخطابه اللاهوتي المعاصر، وذلك على اصعدة خمسة متكاملة منها: ما يختص بمشيئة الآب الشاملة خلاص جميع البشر، وبتحقيق يسوع المسيح تلك المشيئة تحقيقاً فريداً وشمولياً – بتعبير المؤلف – وبعمل الروح القدس؛ وبدور الكنيسة في إعلان البشرى والشهادة لجميع البشر بصفتها "آية" شاملة للخلاص، وبعلاقة المسيحية بأديان مختلفة ومعتقدات وفلسفات وثقافات متباينة مع إيلاء المؤلف أهمية لخطاب البابا يوحنا بولس الثاني وخطابه اللاهوتي طوال تولّيه سُدة القديس بطرس، سواء أكان في رسائله وتعاليمه، أم في علاقاته واستقبالاته، أم في لقاءاته ومبادراته؛ وبهذا يكون مؤلف الكتاب قدم مسيرة متكاملة حول مضامين علم لاهوت الأديان، بطرحه القضية ومقوماتها والفاعلين بها وتعاونهم على بساط البحث والنقاش، وخاصة أن كلٌ منا يعتقد بمخلصه وعملية جمع وجهات النظر المختلفة في كتاب واحد، يعد إضافة مهمة إلى المكتبة العربية، تسهم في حوار أديان على مستوى راقٍ ومميز وهو ما قدمه لنا الأب فاضل سيداروس اليسوعي في خطابه هذا. إقرأ المزيد