تاريخ النشر: 07/03/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:لم يكن وعد بلفور أمراً عرضياً تم بضغط الجماعات الصهيونية هنا أو هناك أو بسبب رقة قلب وزير خارجية بريطانيا أو رئيس وزراها حين ذاك، وإنما كان تعبيراً عن إمكانية كامنة في الحضارة الغربية، وتعبيراً عن نمط متكرر.
ولقد كان الوعد موجوداً بقوة، وكل ما حدث عام 1917 أنه ترحم ...إلى حقيقة بالفعل، ويمكن حصر عدد من الوعود البلفورية الغربية (أي التصريحات السياسية الغربية التي تشبه في بنيتها وأصلها وعد بلفور) التي صدرت دون ضغط من اليهود، بل ضد إرادتهم ورغبتهم أحياناً، وكانت تهدف إلى توظيف اليهود في المشاريع الإستعمارية الغربية عامة، والوعود أو التصريحات أو الإعلانات ليست بدعة مستحدثة؛ بل هي سنة فطرية فطر الله تعالى.
وعلى هذا يمكن القول بأن أخطر ما يواجه الأمة العربية والإسلامية هو توقف حالة الحرب منذ عام 1973 دون نهاية حاسمة للصراع مع العدو الذي اغتصب الأرض العربية بمساعدة نغير عالمي لم يشهد التاريخ مثيلاً له، تجسد في وعد بلفور 2 نوفمبر تشرين الثاني/ 1971.
ولقد سبق هذا الوعد وعود كثيرة كمقدمات لا دخل لليهود بها أحياناً؛ بل هي عبارة عن مبادرات صادرة عن جهات مسيحية غربية متصهينة، تهدف إلى الخلاص من اليهود وتوطينهم في أماكن خارج أوروبا، وثبت حركة الكشوف الجغرافية والإستعمارية أن اليهود قد رافقوا موجات المد الإستعماري إلى كل القارات المستهدفة.
ولقد مارسوا الدور الوظيفي المطلوب منهم وفق إرادة القرصان المستكشف وعقدوا العزم على الثبات في تلك البقاع كمستقر ومقام، وبعد هذا الشتات الطوعي عبر القارات، رست سفينة الصهيونية في فلسطين وفق إرادة المستعمر الذي حقق النصر على الدولة العثمانية ومن معها في الحرب العالمية الأولى، حيث وزعت بعض ممتلكاتها على المنتصرين، وهذا قدر ومصير كل مهزوم.
وقام هذا المستعمر بمخ فلسطين لليهود بموجب وعد بلفور البريطاني، الذي لاقى الترحيب من العالم الغربي الكولونيافي لسببين: الأول: للتخلص من اليهود بإعتبارهم نفايات بشرية (كما يصفهم الغربيون أنفسهم) غير مرغوب فيها في أوروبا، الثاني لإستخدامهم كفزاعة لإخافة العرب وتأمين مصالح الغرب في المنطقة.
في هذه المناخات يأتي هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله الكشف عن الوعود البلفورية، وقد جاء ذلك ضمن محورين، تناول الأول منها الوعود البلفورية خارج فلسطين، ودار الثاني حول الوعود البلفورية داخل فلسطين، ثم ليختتم المؤلف بحثه هذا بالقول: إننا صامدون في كفاحنا بالسيف والقلم حتى يعود الحق لأهله... لن نتركها لأنها... أرض الإسراء والمعراج وأرض المحشر والمنشر. إقرأ المزيد