تسجيل دخول

هواجس غرفة العالم

لـ ليلى البلوشي

(0) التعليقات: 0 المرتبة: 132,963

10.20$

12.00$

%15

الكمية:

تاريخ النشر: 07/03/2014

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر

النوع: ورقي غلاف عادي

نبذة 7SVZ8sAtqXنيل PweeoSdvKOوفرات:تحت عنوان "نساء هلأ لوين"، كتبت ليلى البلوشي:" يروي علي الوردي موقفاً مرّ به حين كان في أمريكا.. فيصف المشهد بقوله:" كنت في أمريكا فشبّ نزاع عنيف بين المسلمين عن "علي" و"عمر" رضي الله عنهما، وكانت الأعصاب متوترة والضفائف منبوشة، فسألني الأمريكي عن عمر وعلي هل يتنافسان الآن ...على الرئاسة عندكم كما تنافس ترومين عندنا...؟ فقات: إنهم كانوا في الحجاز قبل 1300 سنة والنزاع الحالي حول أيهما أحق بالخلافة.. فضحك الأمريكي من هذا الجواب حتى كان أن يستلقي على قفاه وضحكت معه ضحكاً فيه معنى البكاء وشرّ البليّة ما يضحك.." هذا الوضع المضحك المبكي في آن!
كل يوم يزداد هذا العالم اشتعالاً.. كل يوم نسمع عن ضحايا ومجازر وبشر متعاركين وهم جيران وأصحاب بناية واحدة والباب للباب.. ترى ما يفقيء القلب مرارة وما يورث المشاعر وجعاً مرّاً.. وتتساءل ما سبب كل هذا؟ وأين التسامح الديني الذي كنا فيه.. وهل الدين هو السبب أم المتاجرين به؟ من الرابح ومن الخاسر..؟ الرابح دون شك أصحاب الجشع والثروة والمصالح وكراسي السياسية، بينما الخاسر واضح وضوح الشمس هو الإنسان العادي الذي جعل عقله ألعوبة في يد طرف لا يهمه سوى مصالحه وكل طرف نار والبشر هم عيدان ثقابهم...؟!
نعود إلى الوراء أعوام.. قبل أن نولد في زمن آبائنا فتبهرنا حكاية التعايش البشري في العالم الإسلامي بين سنة وشيعة كانوا إخوة وأصدقاء وجيران، ويبهرنا أكثر التسامح الراقي بين من هم مسلمين ومن هم مسيحيين.. القرآن، بجانب الإنجيل والمسجد قرب الكنيسة والحياة كل يوم أجمل وأهدأ وكل متعايش مع الاختلاف في منتهى التسامح والطمأنينة سائدة في عالمنا العربي [...].
المأساة الحقيقية اليوم هو أن ثمة أناس يعتقدون أن هناك انتماء واحداً مسيطراً يفوق كل الانتماءات الأخرى وفي كل الظروف حتى بلغ مرحلة جعلها "هوية".. هذا الانتماء للوطن بالنسبة لبعضهم والدين بالنسبة لآخرين.. محاولة تذويب الانتماءات المختلفة في انتماء واحد شامل هو ما ولّد تلك الصراعات المتدامية في أوطاننا العربية؛ وبلغ هذا الصراع حدّه لدرجة تعاظم شعور التهديد وبضياع الانتماء الديني.. ويبقى السؤال الأهم: كيف نعود كما كنا أكثر تعايشاً وأعمق وأشمل محبّة..؟! [...].
هو ذا محور هذه المقالة الأساسي والذي يمكن اختصاره بعبارة مقتضبة حسن التعايش أو التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بملله ومعتقداته وايديولوجياته كما كان بالأمس، وهذا ما تفتقده المجتمعات العربية اليوم، أما عنوان المقالة، فقد اقتبسته صاحبة المقالة من فيلم للمخرجة اللبنانية نادين لبكي والذي يحمل في طياته معنى التعايش السلمي حيث تقول:" هذا الفيلم أهم ما فيه نساؤه.. نساء من نوع مختلف.. نساء عجزت كل نظريات الفلسفة والفكر والمنطق في تفسير أساليبهم الواعية لتقويم القلوب.. قلوب أبناء ضيعة واحدة من مسلمين ومسيحيين دون تفرقة بينهم، المسجد قرب الكنيسة [...].
كانت هذه القرية تعيش بعيداً عن ما أفرزته التقنية المعاصرة من وسائل تواصل مع الخارج؛ حيث لم يكن يصلها بث تلفزيوني أو فضائي.. سلكي أو لا سلكي ومع دخول هذه التقنية بعد ادخال أحد أفراد هذه القرية صحناً لاقطاً وبعد تسرّب الأخبار عن الحروب الطائفية.. تنتقل عدوى هذا المرض إلى تلك القرية التي لم يفلح في البرء منه سوى نساء سعين بكل الوسائل إلى اخمادنا، تلك الحرب، وجملة تأتي على لسان البطلة: "لأن النفوس محتقنة بين رجال مسلمين ومسيحيين.. تصرخ فيهم آمال بكل قوة وكأن لسان حالها يثبت أن في قاع كل منا دكتاتور.. يسقط هذا الدكتاتور الداخلي بكل استبداده وحقده وغيرته وعنجهيته وأنانيته المنتفخة.. يسقط.. يسقط.. يسقط.. أن أكون إنساناً وكفى [...].
وكافي مقالتها هذه، هي في مقالاتها الأخرى التي ضمها هذا الكتاب تسعى ليلى البلوشي إلى تسليط الضوء على الأمراض التي تستشري في جسد الأوطان العربية.. في محاولة لتشخيصها فيسهل العثور على دواء لها.. تنظر ليلى البلوشي بعين العقل.. وتقرأ سطور الأحداث بقلب مستنير علّ المواطن العربي يصل إلى إنسانيته بحكمة قبل فوات الأوان..

إقرأ المزيد

هواجس غرفة العالم

لـ ليلى البلوشي