أصول مذهب الإمام الأوزاعي من واقع فقهه وآثاره
(0)    
المرتبة: 140,236
تاريخ النشر: 15/12/2013
الناشر: مؤسسة الرسالة العالمية
نبذة نيل وفرات:اجتهد علماء المسلمين من السلف في خدمة دينهم، وعكفوا دائبين على دراسة القرآن الكريم، والسنّة النبوية، دراسة عميقة واعية، لإستخراج الأحكام الشرعية منهما، لتكون المنارة الهادية للبشرية أجمع في مشارق الأرض ومغاربها.
وإنه مما لا يخفى على كل طالب علم ما لآراء كبار تابعي التابعين من أهمية كبيرة في إثراء ...الفقه الإسلامي، من هؤلاء: الإمام الجليل عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؛ الذي كان له الباع الطويل في العلم، وبخاصة في الفقه والحديث، الأمر الذي جعل الإمام الأوزاعي يحتلّ المكانة المرموقة، بين أقرانه من العلماء العاملين، فهو العالم المجتهد، وصاحب المذهب المستقل الذي لا يقلّ أهمية بأي حال من الأحوال عن مذهب الأئمة الأربعة المدونة والمشتهرة.
وإزاء كله كان الإمام الأوزاعي، وهو على هذه القدم الراسخة في العلم، جديراً بأن يتم العمل على إستخراج أصول فقهه الواسع، وتُدّرس دراسة مستفيضة، تتناسب مع قيمة هذا الرجل العلمية والفكرية؛ حيث أن هذا الفقه لم يأت من فراغ؛ وإنما انطلق من أصول ثابتة وأسس ركيزة.
من هنا، وإدراكاً لقيمة البحث في أصول مذهب هذا الإمام الجليل، رأى الباحث خدمة العلم وأهله وذلك من خلال إستقصائه أصول مذهب الإمام الأوزاعي، من خلال فقهه وآثاره، فجاءت هذه الدراسة تحت عنوان "أصول مذهب الإمام الأوزاعي" التي اشتمل عليها هذا الكتاب.
أما منهج الباحث فيها فقد جاء على النحو التالي: تتبعه لآثار الإمام الأوزاعي في مظانها، وقيامه بجمع مسائله الفقهية، والمثبوتة في بطون الكتب، وبعد إنتهائه من جمع هذه المسائل وتلك الآثار المنقولة عن الإمام الأوزاعي، عمد الباحث إلى قراءة الموضوعات الأصولية التي لها صلة وثيقة بخطة بحثه، في كتب الأصول المعتمدة، ليعكف من ثم على دراسة ما جمعه عن الإمام الأوزاعي من مسائل وآثار على ضوء تلك القراءة، دراسة متأنية، للكشف عن سماته المنهجية في الإستدلال والإستنباط؛ متوصلاً في هذه الدراسة إلى إستخراج أصول الإمام الأوزاعي التي بنى عليها فروعه الفقهية، مؤيّداً كل أصل من أصوله المستخرجة، بأمثلة توثقه، وتؤكده، دون الإستطراد في عرض تلك الأمثلة، والإكتفاء بما يغلب عليه الظن أنه يوصل إلى القناعة المطلوبة في تقرير ذلك الأصل الذي أثبته الباحث له، عازياً ما ورد في هذا البحث من آيات قرآنية إلى مواضعها من السور في القرآن الكريم، ومعتنياً بتخريج الأحاديث النبوية الوارد ذكرها في البحث، من مصادرها الموثوقة بعزوها إلى عدة مصادر.
هذا وقد تم ترتيب هذه الدراسة ضمن أبواب ثلاثة رئيسية بباب تمهيدي الذي تم تخصيصه للحديث عن حياة الإمام الأوزاعي، أما الباب الأول فقد جاء حول موقفه من الأدلة بما يشمل الأدلة المتفق على الإحتجاج بها وتلك المختلف في الإحتجاج بها، وحول منهجه في الإستنباط دار الحديث في الباب الثاني بما يعني: تعامل مع النص والظاهر، والمحيل والمبين ثم تعامله مع الأمر وما يتعلق من مسائل أصولية، وتعامله مع النهي وما يتعلق به من مسائل أصولية، ثم تعامله مع العام والخاص، وما يتعلق بجهات مسائل أصولية، وتعامله مع المطلق والمقيد وما يتعلق بهما من مسائل أصولية، وتعامله مع المنطوق والمفهوم وما يتعلق بهما، وأخيراً تم تخصيص الباب الثالث لعرض موقف الإمام الأوزاعي من تعارض الأدلة ومنهجه في الترجيح. إقرأ المزيد