الإنقلاب العسكري [الرابع] في سوريا حلب 1954/2/25
(1)    
المرتبة: 30,075
تاريخ النشر: 01/07/2013
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الانقلاب العسكري الرابع، 25 شباط (فبراير/ 1954) حلب الذي أذاع (بيانه) من إذاعة (حلب) النقيب (مصطفى حمدون)، والذي كان قد كتبه السياسي السوري الحلبي (ليون زمريا) وهو وزير سابق، كان الوحيد من بين السياسين الذي لبى دعوة العقيد (فيصل الأتاسي) معاون آمر قائد المنطقة الشمالية، ومن أجل شد أزر ...الانقلابيين؛ أذاع المحامي البعثي آنذاك السيد (عبد الفتاح الزلط) بياناً ثانياً من اذاعة حلب. وبعدها بدأت تتوالى برقيات ورسائل التأييد من المناطق العسكرية في دير الزور ودرعا وحمص وموقع حماه وبقية القطعان والمواقع، وسبق أن ذكر المؤلف المؤرخ في كتابه السابق (الانقلاب العسكري الثالث) كيف انتهى عهد الرئيس أديب الشيشكلي وتقديم استقالته الموجهة للشعب السوري، أذيعت من اذاعة دمشق وتم ارسال نسخة منها الى المجلس النيابي وغادر البلاد باتجاه بيروت – لبنان ومنها الى المملكة العربية السعودية ثم الى فرنسا ثم الى البرازيل حيث تم اغتياله عام 1964.
وإلى هذا فإن الانقلاب الرابع 25/2/1954 العسكري، والذي شكل المحور الأساسي في هذا الكتاب، هو مختلف عن الانقلابات السورية السابقة، حيث عمدت قيادة الانقلاب الى العودة الى الشرعية الدستورية، فذهبت الوفود من حزب البعث العربي الاشتراكي: ميشال عفلق وأكرم الحوراني وصلاح البيطار، وقيادة حزب الشعب وقيادة الحزب الوطني وشخصيات وطنية وديموقراطية ونقابية الى مدينة "حمص" وتناول الجميع العشاء في منزل الرئيس السابق السيد هاشم الأتاسي، وتم الاتفاق على اختيار صبري العسلي الأمين العام للحزب الوطني لتشكيل الوزارة (الحكومة) وعودة د. ناظم القدسي لممارسة عمله كرئيس للمجلس النيابي قبل مرحلة الرئيس الشيشكلي، ودعا المجلس الى اجتماع في 7 آذار (مارس/ 1954). وحصلت حكومة صبري العسلي على ثقة المجلس النيابي. بدأت المناورات ومحاولة الإقصاء والإلغاء، ورضخ قائد الانقلاب في حلب 25/2/1954 النقيب مصطفى حمدون للسفر الى الجمهورية المصرية، القاهرة لاتباع دورة أركان حرب عسكرية. وتذمّرت قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي مثل (جلال السيد) وبعض قيادات الفروع في المحافظات/ واستاءت من اعادة تسليم السلطة والحكم الى (التقليديين السوريين)! وفق تعبيرهم ولكن اطلاق حرية الأحزاب وإصدار الصحف وحق التظاهر.. وإلغاء كل ما شرّعه العهد السابق، واعتباره لاغياً وغير شرعي هذا هدأ من روع تلك القيادات.
وإلى هذا، يمكن القول ومن خلال متابعة تفاصيل هذا الانقلاب في هذا الكتاب بأن المؤلف، وكما في كتبه السابقة، توخَّى ومن خلال (211) فقرة وواقعة وحدث الكتابة عن أغلب تفاصيل الانقلاب والفترات الخطيرة فيه لا سيما الأعمال، والبلاغات العسكرية والبيانات السياسية. كما تم الحديث، في سياق هذا الموضوع، عن العلاقات السورية – العربية بعد الانقلاب الرابع قبل العلاقة مع الجمهورية اللبنانية والمملكة العراقية والمملكة العربية السعودية والمملكة المصرية ثم الجمهورية المصرية لا سيما بعد 23 يوليو (تموز)/ 1952، والتركيز عليها حتى وصلت الى مرحلة الوحدة. بالاضافة الى ذلك، تمت الاستعانة بآراء لشخصيات سياسية ذات ميول متنوعة متعددة والتي كان لها رأيها في هذا الانقلاب العسكري الرابع الذي بدأ من (حلب) في 25 شباط (فبراير) 1954، كما تمت الاستعانة بمذكرات لشخصيات لها ميول وأهواء وانتماءات سياسية متنوعة. وهذه الشهادات انما هي شهادات ومواقف وآراء ووجهات نظر مأخوذة من مذكرات سياسيين وصحفيين ومفكرين وإداريين، وهي بالضرورة تعبر عن من كتبها ودوّنها؛ ولكن تم توظيفها هنا للاستفادة منها عند تسليط الضوء على الأحداث والوقائع وإبراز آراء ومواقف من عايشوها. كما تم الرجوع الى مراجع مهمة ووثائق متعددة ذات مصداقية لتوثيق هذه المادة التاريخية، ثم متابعة بعض الصحف والمجلات والدوريات الصادرة في الأعوام 1954 – 1955 – 1956 – 1957 – 1958 وذلك لتغطية ملابسات وظروف وأحداث هذا الانقلاب العسكري الرابع. وأما هدف المؤلف المؤرخ من تدوينه لهذه الأحداث متتابعة فهو كما يذكر انما هو من باب الوفاء للتاريخ والتوثيق الصحيح الصادق، ودون أية ميول سلبية كانت أم ايجابية. وبحيادية توجهها الوطني والوطنية السورية. وانصافاً للتاريخ السوري ورجاله، واستكمالاً لتوثيق بلده سوريا، يأتي هذا الكتاب استكمالاً لتدوين تاريخ الدولة السورية منذ عام 1918، وفيه وقائع وتفاصيل الانقلاب العسكري الرابع الذي كان قد سبقه كل من الكتب التالية: الانقلاب العسكري ]الأول[ في سوريا بقيادة حسين الزعيم" 30/3/1949 – 14/8/1949 (137 يوماً) من حكم سوريا. "الانقلاب العسكري ]الثاني[ في سوريا بقيادة الزعيم سامي الحناوي 14/8/1949 – 2/12/1951 وعودة الحياة السياسية والنيابية وإقرار دستور دائم. "الانقلاب العسكري [الثالث] بقيادة العقيد أديب الشيشكلي ومؤازرة الزعيم فوزي سلو 2/12/1951 ولغاية 25/2/1954. إقرأ المزيد