الاتجاهات الفكرية لحقوق الانسان وحرياته العامة
(0)    
المرتبة: 203,647
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يبقى موضوع فلسفة حقوق الإنسان من المواضيع الهامة وعلى رأسها، ورغم ذلك فهو يفتقر إلى وجود تحديد أو تعريف عام محدد لهذا المصطلح "حقوق الإنسان"، ومن ثم تباينت التفسيرات المقدمة له، واختلفت الأسس الفلسفية التي يرتكز إليهان وتباينت الأسباب والنتائج القانونية، والسياسية، التي تسوغها أو تترتب عليها.
ومن هنا، تظهر ...الحاجة إلى تناول هذا الموضوع بالتحليل، ومحاولة إيضاح هذا المفهوم، وفحص الأسس المختلفة التي يرتكز إليها، ومن هذا المنطلق، ونزولاً عن هذه الحاجة تأتي هذه الدراسة التي يتناول الباحث من خلالها وبالتعريف والتحليل المفهومي (حقوق الإنسان)، و(الحريات العامة)، والأسس الفلسفية والنظريات التي اعتمدت عليها التفسيرات المختلفة لهذه المفاهيم، بغرض الوصول إلى تعريف موضوعي يقدم معياراً عملياً لهذه الحقوق والحريات، كما تناول الباحث في دراسته هذه أشكال حقوق الإنسان وتطورها عبر مراحل التاريخ مع مقارنات لها في الثقافات الأخرى.
وذلك على إعتبار الحق في الحياة هو من أكثر الحقوق أهمية وأساسية، إذ تستند إليه جميع الحقوق الأخرى؛ كالحق في العدالة، والذي يبرز من خلال تعارض المصالح المختلفة داخل المجتمعات البشرية، مما يدفع إلى الأمام حقاً آخر هو الحق في الأمن الشامل والسلام العالمي؛ أما في مجال الحريات العامة، فقد عالجت هذه الدراسة والأسس الفلسفية للحرية، كفكرة التقدم، والفهم الوجودي للإنسان، والرغبة في الحدّ من طغيان الدولة والمجتمع على الفرد.
هذا وقد جاءت هذه الدراسة ضمن قسمين، تم تخصيص القسم الأول منها لموضوع حقوق الإنسان، أما القسم الثاني فقد دار حول موضوع الحريات العامة، وشمل ذلك كله ثمانية فصول، تضمن القسم الأول سبعة فصول، وتضمن القسم الثاني منها الفصل الثامن، قدم الفصل الأول عرضاً موجزاً لتطور مفهوم حقوق الإنسان، مع إعطاء إهتمام خاص للإنجازات والإنتكاسات التاريخية.
ومن هنا، تم عقد مقارنة بين مفهومي حقوق الإنسان وأسسه في القرآن الكريم بخاصة، والإسلام بعامة وبين الفكر الغربي، وعلى وجه التحديد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما تم عرض نظرة الأديان السماوية الثلاثة لموضوع الحقوق، والمسؤولية الأخلاقية والحرية، والمساواة بين البشر، وإستعراض التطورات التي طرأت على أوروبا في مجال مراعاة حقوق الإنسان، كما تطرأت هذه الدراسة في هذا الفصل إلى عرض موضوع حرية الفرد في المجتمع العربي الإسلامي من خلال كتابات بعض الفرق الإسلامية كالمعتزلة والأشاعرة، وكتابات بعض علماء الإجتماع كابن خلدون، ومن ثم تناول التطورات الحديثة في مفهوم الحقوق والحريات العامة في أوروبا فيما يخص كنائسها، وعلماء الإجتماع لديها، وبالإنتقال إلى الفصل الثاني فقد جاء الحديث فيه حول أشكال حقوق الإنسان حيث تناول الباحث فيه حقوق الإنسان العامة وتقسيماتها، مركزاً على آراء الفقهاء المسلمين البارزين منهم مقارناً بين الحقوق والحريات العامة في الفكر السياسي الإسلامي وبين ما يقابلها في الفكر الغربي، ولفهم الأشكال السابقة من حقوق الإنسان وتفسيرها في سياقها التاريخي ثم تخصيص الفصل الثالث لمعالجة نظريات حقوق الإنسانن وثم في الفصل الرابع إلقاء الضوء على إعلانات حقوق الإنسان هذه، بدءاً بالماجناكارتا، ومروراً بإعلانات الحقوق المتعددة.
ولتعميق البحث في حقوق الإنسان تم تناول بعض الحقوق بالدراسة التفصيلية لإبراز حجم الإختلاف بين الأمم فيها، وبيان طبيعة هذا الإختلاف، وأما الفصل الخامس فقد تم تخصيصه لموضوع (الحق في الحياة) بإعتباره أبسط حقوق الإنسان وأسماها، ودار الفصل السادس حول موضوع الحق في العدالة، ومما لا ريب فيه أن الحق في الحياة والحق في العدالة مترابطان.
وتظهر هذه الحقيقة للقارئ واضحة عند متابعته الباحث في دراسته لمفهوم حق الأمن والسلام العالمي، ومن ثم تم تخصيص الفصل السابع لبحث الحق في الحياة الآمنة، وذلك بالرجوع إلى آراء مدارس فكرية مختلفة؛ كالمدرسة الأسبانية، والطبيعية، والواقعية السياسية، كما تمت دراسة مبدأ السلام العالمي، وأهم شروطه ومواده، ليتبع ذلك وفي الفصل الثامن من القسم الثاني من هذه الدراسة البحث في موضوع الحريات العامة، حيث شمل ذلك بحثاً في النظريات الفلسفية في الحريات العامة، وعرضاً للنظريات المثالية والمادية، وتحليلاً مفصلاً للنظريات الفلسفية الإقتصادية، والسياسية، والإسلامية، والقانونية.
وأخيراً وللفصل بين النظريات السابقة، وإدراك ما هو جوهري فيها من الناحية العلمية، فقد بحث الفصل التاسع والأخير في مفهوم الحرية، تمهيداً للوصول إلى المسوغات الموضوعية لحرية الإنسان، كما تم بحث الأسس الفلسفية المختلفة للحرية. إقرأ المزيد