تاريخ النشر: 23/01/2013
الناشر: جداول للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"الغريب لا يأكل بيديه فقط، عيناه تأكلان أيضاُ. حواسه كلَها تأكل، يمد يده في الفراغ مثل أعمى فلربما عثرت على شيء ما يهبها شعوراً بالقوة".
هذه التداعيات أنارتها رواية "القيامة بعد شارعين" للروائي العراقي فاروق سوسف التي يروي فيها افتراضياَ، قصته، ذلك الرجل اللاجىء الآتي من بلاد مضرجة بالدماء والنفي ...والتشرد؛ وعلى هذا تقول الرواية حكاية كل عراقي عاش في ظل قمع ذاخلي واغتراب خارجي. وهي تفعل ذلك من خلال الفكرة التي أراد المؤلف إرسالها يقول: "... كنت أبحث عن سبب لهجرتي، لا كتب لديَ. فقدت مرة خرى كتبي، سأتخلص من كل كتاب اقرأه... قررت "جئت لأكتب بحرية"... لقد نهش العنف بكل تجلياته ذاكرتي. في كل لحظة من لحظات ذلك العنف كان العراق يخسر فرصة للأمل في صناعة المستقبل. طوال عقدين من الزمن كنَا نندفع إلى الماضي بقوة. لقد خسفت بنا الرض فيما كانت الشعوب الأخرى ترتقي سلالم من نورٍ في اتجاه الكواكب. ... كنت أعيش صراعاً مجنوناً طرفاه المكان والهوية...".
وبين هبوط طائرة البطل في أسوج (السويد) قادماً من كوكب آخر، لديه بضاعة لا يسعى إلى ترويجها بقدر ما يفكر في إفنائها سراً، وبين بحثه عن معنى للحياة غير موجود فيها أصلاً، بل من خلال ذلك الإيقاع الذي يجعله حياً بطريقته الشخصية، كان ثمة كم من الوقائع الضاغطة والواقع الثقيل يخيم على الرواية، ولكن تبقى المحاولة أفضل من الركون إلى الواقع والاستسلام له...نبذة الناشر:كانت دوريس تصف للأطفال دروب الغابة. "إنها لعبة خطرة، فأكبر أولئك الاطفال لم يبلغ بعد السادسة من العمر" قلت لها فابتسمت بحزم وقالت "لن يكونوا أسوجيين ما لم يتعلموا اختراق الغابات وحيدين". كل طفل ذهب في اتجاه حاملًا حقيبته التي تحتوي على طعامه وقنينة ماء. جلسنا في انتظارهم. لم تكن دوريس قلقة، فيما كنت أنظر إلى ساعتي كل دقيقة. "تصوري لو أن أحدهم أنصت إلى صوت فاتن من تلك الأصوات التي تطلقها الغابة وظل واقفًا في مكانه أو ذهب باحثًا عن مصدر ذلك الصوت" "سنذهب إليه يا صاحبي بيسر، هل نسيت أني أملك نسخًا من الخرائط التي بين أيديهم؟" بعد ساعة كان الأطفال كلهم قد وصلوا وكل واحد منهم لديه حكاية يود أن يرويها لدوريس. كنت أرى في عيني كل واحد منهم شهقة الإدريسي وهو يرسم خارطة للأرض. صارت الأرض بالنسبة لهم بعد أن أخترقوا الغابة مكانًا آخر. مكانًا يستطيعون السير عليه بحريّة من غير أن يتحكم أحد بخطواتهم. "دوريس هل يبدأ درس الحرية بهذه الخطوة؟" أتذكر مرآة الهندي (أنيش كابور) العملاقة في شيكاغو وهي تظهر صورة البشر والبنايات والشوارع من غير أن تهتم بهم أفرادًا. لا أحد في إمكانه أن يقول: "لقد رأيت نفسي في مرآة كابور" بإمكانه فقط أن يقول "لقد رأيت حشودًا من البشر في تلك المرآة، كنت واحدًا منهم". إقرأ المزيد