تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: مؤسسة الرسالة العالمية
نبذة نيل وفرات:تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية... لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها... فهذا عَرَضٌ للمرض وليس هو المرض... ولكن بسبب إفلاسها في عالم "القيم" التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نمواً سليماً وتترقى ترقياً صحيحاً.
وهذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي، الذي لم يعد لديه ما ...يعطيه للبشرية من "القيم"، بل الذي لم يعد لديه ما يُقنع ضميره بإستحقاقه للوجود، بعدما انتهت "الديمقراطية" فيه إلى ما يشبه الإفلاس.
لذلك، لا بد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة - بالقياس إلى ما عرفته البشرية - وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته.
والإسلام - وحده - هو الذي يملك تلك القيم، وهذا المنهج، ولكن الإسلام لا يملك أن يؤدي دوره، إلا أن يتمثل في مجتمع، أي أن يتمثل في أمة، ولكن هذه الأمة قد انقطع وجودها منذ القطاع الحكم بشريعة الله تعالى من فوق ظهر الأرض جميعاً، ولا بد من "إعادة" وجود هذه "الأمة" لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى.
لا بد "بعث" لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال، وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة، التي لا صلة لها بالإسلام، ولا بالمنهج الإسلامي... وإن كانت ما تزال تزعم أنها قائمة فيما يسمى "العالم الإسلامي"!!!.
فكيف تبدأ عملية البعث الإسلامي؟ إنه لا بد من طليعة تعزم هذه العزمة، وتمضي في الطريق، تمضي في خضم الجاهلية الضاربة الأطناب في أرجاء الأرض جميعاً، ولا بد لهذه الطليعة التي تعزم هذه العزمة من "معالم في الطريق" معالم تعرف منها طبيعة دورها، وحقيقة وظيفتها، وصلب غايتها.
هذه المعالم لا بد أن تقام من المصدر الأول لهذه العقيدة: "القرآن الكريم ومن توجيهاته الأساسية"، ولهذه الطليعة المرجوة المرتقبة جاء هذا الكتاب "معالم في الطريق" ضم أربعة فصول مستخرجة من كتاب "في ظلال القرآن الكريم" مع تعديلات وإضافات مناسبة لموضوع كتاب المعالم، ومنها ثمانية فصول - غير هذه التقدمة - مكتوبة في فترات، وكلها يجمعها - على تفرقها - أنها معالم في الطريق. إقرأ المزيد