ما بعد الثورات العربية ؛ الربيع العربي ومخاض التحول الديمقراطي
(0)    
المرتبة: 156,564
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:شهد العالم العربي مطلع عام 2011م، حراكاً سياسياً صاخباً، اتخذ في بعض أطواره طابعاً ثورياً لم يكن يتوقعه أحدٌ على الإطلاق بين أبناء هذا الجيل أو حتى على مستوى الأجيال المقبلة، اهتزت معه عروشٌ راسخة انفرط عقدها بدءاً بتونس ومروراً بمصر ثم ليبيا، وها هي ذي الأحداث تتقلب على ...صفيح ساخن في اليمن وسوريا، كما أن الأشهر المقبلة ممكن أن تكون حُبلى بإنضمام العديد من النظم الديكتاتورية في بلداننا العربية إلى القافلة.
ولا شك أن هذه النظم الديكتاتورية، قد حملت بداخلها منذ البدء جينات إنهيارها وزوالها عبر عوامل هيكلية أدت في النهاية إلى أن تكون الثورات أمراً محتَّماً، ومن ذلك مأساة الفساد والممارسات الوحشية والقمع اللامتناهي من قبل الأجهزة الأمنية والإنسداد السياسي وإستئثار فئة قليلة بموارد الدولة عبر زواج السلطة ورأس المال وإنتشار الإفقار ويأس الشارع من النُّخبِ والقوى السياسية التقليدية وتوريث الحكم في إغتصاب علني لإرادة جموع الشعب، هذا فضلاً عن عوامل آنيّة مباشرة وفَّرت للجماهير دوافع الخروج إلى الشارع ومواجهة ثقافة الخوف من فقر وبطالة وتشريد وحياةٍ غير آدمية جعلت الجموع لا تبكي عليها.
إن هدف المقالات التي يضمها هذا الكتاب هو محاولةٌ لفهم هذه الثورات غير التقليدية والتي تشكل الحدث الأبرز خلال الألفية الثالثة وتعاملِ الحكام معها والدروس المستفادة منها وتجليات ذلك كله وتأثيره في الصورة العامة لعالمنا الذي نحياه، خصوصاً إذا قورنت بثورات قد تشبهها في عدد من النقاط، كثورات دول أوروبا الغربية والشرقية وبعض الثورات اللاتينية.
كما يرصد الكتاب تحديات هذه المرحلة وأبرز معوقات التحول السلمي إلى الديمقراطية في ضوء الحالة الضبابية التي تكتنف أداء السلطات الآنيّة التي تدير شؤون هذه البلدان، فضلاً عن الربط بينها وبين القوى الخارجية ومحاولة تأثيرها على هذا المسار وتحويل دفته بما يواكب مصالحها التي تضررت بشدة، وقد قدم الكتاب متقرحات مناسبة لتجنيب العديد من النظم العربية مواجهات كارثية مع شعوبها التي باتت ترنو أكثر من ذي قبل إلى أن تلحق بركب بحرية الذي لاح فجره. إقرأ المزيد