الكلام السامي ؛ نظرية في الشعرية
(0)    
المرتبة: 53,194
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار الكتاب الجديد المتحدة
نبذة الناشر:نقدم للقارئ العربي ترجمة كتاب جَانْ كُوهِنْ Jean Cohen، الكلام السّامي، المنشور سنة 1979، وهو الكتاب الذي يُتمّم به مشروعه الذي دشّنه بكتابه الأول بِنْيَةُ اللغةِ الشعريّة، المنشور سنة 1966، والذي نشرنا (محمد العمري ومحمد المولي) ترجمته، سنة 1986.
كتاب الكلام السّامي تقويم للكتاب الأول وإستئناف رحلة الشعريّة في إتجاه فهم ...أدق وأنسب للخطاب الشعري، وبه استكمل جَانْ كُوهِنْ مساره العلمي، إنه لم يؤلّف غيرهما في مجال الشعريّة؛ أما المقالات التي نشرها فهي في الغالب تطوير جزئي لأُطروحته الأساسيّة في الكتابَيْن، أو هي فصول عمد إلى نشرها قبل أن تستوي في فصول الكلام السّامي.
وفي كل الأحوال، فإن أهم عناصر ومكوِّنات مشروع جَانْ كُوهِنْ تجد أصولها في علمَيْ الشعريّة والبلاغة، فلنُشر إلى بعض هذه المقوِّمات التي انصرف طوال حياته إلى دراستها، وكان في ذلك يتزوّد من مخازن ومستودعات الشعريّة والبلاغة القديمتَيْن: الإستعارة، والتشبيه والنعت والوصول والفصل والتقديم والتأخير والجناس والقافية والأصوات المحاكية والأوزان والإيقاع والمعاظلة والسخرية والمبالغة المفارقة والطباق إلخ.
إلاّ أن جَانْ كُوهِنْ تناول هذه المواد وأعمل فيها النظر إنطلاقاً من المعارف والعلوم والمناهج المعاصرة، ولقد أهَّلته هذه المعارف لكي يسلّط على كل هذه المقوِّمات أضواءً جديدةً ما عهدناها عند المتقدِّمين، كما أسعَفَتْهُ هذه المعارف على وضع اليد على بعض الصور الشعريّة التي لم يُعرْها القدماء عنايةً تُذكر.نبذة المؤلف:إذا كان الملمحُ المميِّز للفَرْق بين الشِّعر واللا-شِعر هو التصويريةَ figuralité المحدَّدةَ في اللحظة الأولى، في الجزء التمهيديِّ لهذا التحليل، باعتبارها نسقاً من الانزياحات، فإن سؤالاً متعلِّقاً بوظيفة هذا السَّلْب التصويريِّ يظل قائماً.
يتعلّق الأمر هنا بالمعنى وحده. لقد كان الشِّعْر واضحاً في العهود الكلاسيكية. واعْترَاهُ الغموض مع الرومانسية، وغدا اليومَ مستغلقاً. إلاّ أن الشِّعر لا يكون كذلك إلاّ حينما نلتمس فيه خاصّيّة الوضوح من النَّمط المفهوميِّ noétique، تلك الخاصّيّة التي هي وحدها المُسلَّم بها في الثقافة الغربية. والحال أنّه من العملية التصويرية ينبثق معنى متغّيرٌ متسامٍ عن نظام المفهوم. يُدعى هنا هذا المعنى المتغيّر: وجدانيّاً.
ينبغي أن نُلقي الضوء هنا على آليّات التحويل. إن مبدأً التعارض، أساسَ اللسانيات البنيوية، هو الذي يُوضع هنا موضع سؤال. هناك نمطان من الكلام يتقاسمان مجال الخطاب، وذلك تبعاً لتحمّلهما، أو عدم تحمّلهما، بنيةَ التَّعارض داخل هذا الخطاب. الأول هو النّثر، والثاني هو الشِّعر. وبتحرير الكلمات من سلبها المتأصل فإن الشِّعر يعود بها إلى إشراقها الأصلي.
هنا يتواجه منطقان. إن منطقَ الخلاف، دعامةَ الكلام النثري ووعيَ العالم الذي يُعبّر عنه، يتعارضُ مع منطق التطابق الذي يتحكّم في نَمَط آخر من الوعي، ذلك المنطق نفسه الذي يدركه الليل في أحلامه، وتدركه القصيدةُ في كلماتها. إقرأ المزيد