يوسف جباعي قاصا في قطار النوم السريع
(0)    
المرتبة: 404,713
تاريخ النشر: 21/11/2012
الناشر: دار المؤلف للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تتألف مجموعة جباعي "قطار النوم السريع" من أربعة وخمسين عنواناً تنضوي تحتها مجموعة قصصية إلى جانب مجموعة من الحوارات المحمّلة بمعانٍ عميقة، يشكّل الحوار فيها مساحة حريّة تتّسع للأطراف المتحاورة والمنطلقات التي تحركّها، وقد يشكل جزءاً من قصّة مكتملة العناصر أو يكون مجرد حوار بين شخصين يندرج في خانة ...الرغبة في الفهم، والتواصل مع الآخر، أتى بمثابة ترجمة فعلية لسيرة الشعب اللبنانيّ بشكل عامّ، والجنوبيين بشكل خاصّ، يكشف بوساطته الراوي طبيعتها الإجتماعية وتركيبتها الذهنية، والخصائص السلوكيّة التي يتميّز أبناؤها بها، من خلال مخاطبة مرآته - نفسه بأسماء وعناوين مختلفة، تدور في دائرة النقد الذاتي، وتقوم على ملاحظة هذه السلوكات والإشارة إلى الخلل فيها بهدف تقويمه، مستخدماً لغة ساخرة ومؤلمة، كونها تجلد الذات وتعاقبها على أخطاء اقترفتها وأخرى لم تقترفها، أو لم يتح لها المجال لتقترفها، فتحيا بتألّم مصدره الحدّ من إمكانياتها، وبإيمانها بأنها تؤدي دوراً هامشياً على الساحتين الوطنية والعالمية فتختفي كلياً لتفسح مجالاً لإغتراب ذاتي جديد، يبعدها من أيّ موضوع غير التمسّك بفكرة معيّنة تبقيها على علاقة بالعالم الموجود، وبمثابة المجال الأخير للإستمرار في الحياة.
في هذه المجموعة، يروي راوٍ في العمر الثالث فيها معاناة نفسية، تشعره بعوارض الشيخوخة وهو لم يصل إليها بعد، تشعره بعلامات التقدّم في العمر بوصفها خللاً في عمليات نظام الجسم أصيب بها مع مرور الزمن على المستوى الشخصيّ، وخللاً في الأنظمة السياسيّة والإجتماعية التي تحكم المجتمع اللبناني ويرتبط في الأذهان بمعنى النهاية على المستوى العامّ.
فيشير إليها في رغبة ضمنية لإحداث نوع من التدخّلات المضادّة لهذه الشيخوخة في محاولة لإصلاح الخلل المتراكم في ظلّ غياب تامّ للرؤية الإيجابية المحّرضة على النشاط والعمل.
لذلك، يمكن قراءة هذه المجموعة على المستويين الشخصيّ والعامّ، ورصد ظاهرة الشيخوخة النفسية فيهما، وتبيّان أثرها في الذات المحتضرة بوصفها سالبة للقدرات بشكل تدريجيّ، وحاوية لأشد قلق يعانيه الإنسان في حياته، صادر عن الموت، موت الذات والموت الذي يراه في الآخر، وهذا ما يبرز بوضوح صارخ في قصة "الحقيقة بين الجمر والرماد".
كما تتوسل هذه القراءة دراسة بعض التقنيات السرديّة المستخدمة كالحوار والحلم وغيرهما وتبيّن تضافرهما مع البنى السرديّة والخطاب السرديّ على كشف رؤية جباعي الموحدّة إلى العالم. إقرأ المزيد