معارك صحفية من الثقافة الى السياسة
(0)    
المرتبة: 153,415
تاريخ النشر: 09/10/2012
الناشر: دار الغاوون
نبذة نيل وفرات:يأتي هذا الكتاب، وكما يرى مؤلّفه حكم البابا، بمثابة جزء من اليوم حياته، الذي يمثل في الوقت ذاته جزء من تاريخ بلده سورية، وصورة عن الوضع الثقافي والصحافي والسياسي لهذا البلد في أكثر من مرحلة من مراحله.
وهو يرى بأن الإنطباع الذي سيخرج من القارئ بعد قراءته في هذا الكتاب ...هو الشعور بالتشنج، وذلك مع متابعته الردود التي أثارتها مقالات البابا في المعارك الخمس الذي نصها هذا الكتاب، وفي هذا يقول أنه وفي بلد تحكمه حالة الطوارئ لما يقرب من نصف قرن، يعتبر الصوف المخالف نشازاً، والرأي الآخر خيانة، وحرية التفكير والتعبير هرطقة، ويرى محاكم التفتيش مثاله ونموذجه ومحتذاه، ويتعامل مع أي محاولة للنعت والإختلاف الفكري، بنفس الأسلوب الأمني الذي يتعامل به مع مخرز بحزام ناسف، لا بد وأن ينتج أجيالاً من الضحايا على هيئة مزوين وأفاقين ومرتزقة، وعلى شكل فازومين نفسياً ومتشنجين وممتنقي نظرية المؤامرة، وأي كلمة في اللغة العربية غير "الإستبداد" أو ما يوازيها أو يزيدها في المعنى، لا يمكن لها تفسير هذا التشنج الذي سيشعر به وبشدّة قارئ مقالات هذا الكتاب... ولهذا السبب يعتبر حكم البابا أن كتابه هذا، وبالإضافة إلى كونه جزءاً من سيرة شخصية، وصورة عن الوضع الثقافي والصحافي والسياسي لبلد يعيش تحت الإستبداد، هو أولاً وأخيراً كتاب في الحرية، وفي تعلم حركاتها المرتبكة الأولى، وفي نطق أول وأهم كلمة في كتابها المقدس "لا" وأخيراً، ومن منطلق إيمان صاحب هذا الكتاب بحرية الإختلاف، وتوخياً للأمانة التاريخية والدقة الأدبية، يقول أنه من حق قارئ الكتاب أن يعرف بأنه لم يهمل أية مقالة أو تجاهل أي ردّ، أو حذف أي شتيمة، مهما كان مستواها، ومهما بلغت درجة الإتهامات، ومن دون أن يتدخل بتعليق.
وإن كان ذلك متاحاً وبمتناول يده، وإنما الملاحظات الوحيدة التي قام بإيرادها، أو تلك التي زادها على ما نشر خلال تلك المعارك، والتي جاءت تحت عنوان "تنويهات من محرر الكتاب"، اقتصرت أما على تصويب أخطاء معلوماتية وردت في المقالات روان على تقديم معلومة للقارئ تم تداولها شفهياً، مما يزيد في وضوح صورة مجريات ما حدث أمامه.
وللقارئ النظر في إحدى مقالات حكم البابا التي وردت في هذا الكتاب تحت عنوان: لماذاً "أنا سوري يا نيّالي"؟! دون تعليق... "لا أعرف لماذا يستفزّني استكتش "أنا سوري يا نيّالي" الذي يحسد فيه الممثل عبد الرحمن آل رشي السوريين على سوريتهم، منذ ظهوره قبل أعوام في التلفزيون السوري وحتى اليوم، مع أني آخذ الأسكتش كلما سمعته على أنه نوع من الأناشيد الحماسية المطلوبة لملء فترات بثّ روتينية في إحتفالات التلفزيون بالأعياد الوطنية ليس أكثر، إلاّ أن ذلك لا يمنعني من سؤال نفسي: لماذا أنا سوري يا نيّالي؟ وأبداً بالتفكير بجدّية في الأسباب التي تدفعني كسوري لحسد نفسي إلى الدرجة التي يتم فيها تكليف شاعر بكتابة اسكتش وملحّن بتلحينه وفرقة بأدائه ونجم ومنشدين، فضلاً عن مخرج وكادر فني وتقني لتصويره.
فلو تجاوزنا مسألة الجنسية والمواطنية التي تدفع أي مواطن في العالم للإعتزاز بإنتمائه لوطنه وليس السوريون فقط، لا بد من وجود أسباب أخرى تدفع السوريين (وليس غيرهم) لحسد أنفسهم على حياتهم، فأنا أستطيع أن أُقدِّر مثلاً لتوليف اسكتش يحسد فيه الأميركيون أو الفرنسيون أو السويديون أنفسهم على جنسياتهم، فبإمكان أي من هؤلاء أن يقدِّم قائمة طويلة بمميّزات الحياة المرفهة التي يعيشونها بجد، بغض النظر ما إذا كانت هذه الرفاهية بنيت من دماء الشعوب المقهورة كما يصفها عادةً ما تبقى من الرفاق الشيوعيين، ولكن ما هو رد أي سوري لمن يسأله: ما هي الأشياء التي تحسد نفسك عليها إلى الدرجة التي تقف وفي وسيلة إعلامية بحجم التلفزيون، وليس في إجتماع حزبي داخلي، لتصرخ ملء فمك: "أنا سوري يا نيّالي؟!... إقرأ المزيد