تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ولد أحمد شوقي في القاهرة عام 1868م من أسرة تركية تجري في عروقها دماء كردية وشركسية وعربية. وكان وحيد أبويه وجعلته أسرته على صلة وثيقة بالقصر وصاحبه وبطانة القصر ورجاله. في العشرين من سنّه، أرسله الخديوي توفيق إلى فرنسا على نفقته ليتم دراسة الحقوق في مونبلييه جامعاً بينها وبين ...آداب اللغة الفرنسية، وكانت هذه الدراسة في فرنسا أهم حادث في تكوين شخصية شوقي وتركيز ثقافته إذ تمكن على يدها من التنقل في مختلف البلدان الأوروبية من بعد، والاتصال بحياتها الثقافية عن طريق الفرنسية، ثم قضى عاماً في باريس حصل في نهايته على الشهادة النهائية ثم عاد إلى وطنه.
أوفده الخديوي توفيق مندوباً عن الحكومة المصرية إلى مؤتمر المستشرقين في جنيف الذي عقد عام 1894، وهناك ألقى قصيدته الملحمية الشهيرة التي يلخص بها تاريخ وادي النيل، والتي توّج بها ناشرو ديوانه، الجزء الأول من "الشوقيات"، وكان لها صدى استحسان وقبول في معظم الأوساط والمحافل الأدبية. مع الحركة الاستقلالية المصرية التي كان يقودها سعد زغلول ومع معركة المصريين مع الإنكليز، تحول شعر شوقي إلى المناسبات السياسية والاجتماعية المختلفة، المتنوعة، وأخذ ولاؤه للقصر يتحول شيئاً فشيئاً إلى الجمهور، إلى الشعب، إلى الحركة الاستقلالية، وأخذت الجماهير العربية في مختلف الأقطار والبلدان تجد فيه شاعر قضاياها ومعبّر عن مشاعرها.
وفي سنة 1927 أعيد طبع "الشوقيات" وجرى له حقل تكريم توافد عليه الشعراء وأعلام الثقافة العربية من مختلف الأقطار والبلدان وبويع فيه بإمارة الشعر على لسان حافظ إبراهيم الذي أعلن بالأصالة عن نفسه، وبالنيابة عن وفود الشرق هذه البيعة. انصرف شوقي بعد تلك الفترة إلى مراس الحياة الأدبية بعيداً عن معاناة السياسة ووظائفها، وعمد إلى النوع الأدبي الذي افتقده العرب في تاريخهم لدى احتكاكهم بالثقافة الغربية، وهو الشعر التمثيلي، فأخذ في وضع المسرحيات يحاكي بها ما عرفه لدى شواعر فرنسا، أمثال راسين وكورين وهوغو على الأخص، فأخرج "مصرع كليوبترا" و"قمبيز" و"مجنون ليلى" و"عنترة" كما أخرج مسرحية نثرية "أميرة الأندلس" وقضى نحبه وهو يعمل في مأساة شعرية لم تكتمل. وفي صباح 14 تشرين أول/ اكتوبر 1932 أسلم الروح وهو ملء الأسماع في دنيا العرب، وأنشر من أنشدها الشعر. وديوان شوقي الذي بين يدي القارئ هو خير معبر عن هذه المسيرة وقبل كل شيء عن هذا الإبداع الذي لم يخب بريقه على مر الزمن. إقرأ المزيد