تاريخ النشر: 14/07/2012
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"توقفت بضع مرات وأنا في طريقي من البيت إلى المستشفى رغم أنّ المسافة ليست بالبعيدة كثيراً لكن جسدي كان يغلي وأعصابي كانت على شفير الإنهيار. وصلت المستشفى وتوجهت إلى الغرفة التي أعطاني رقمها الدكتور همام.. دخلتُ الغرفة بعد أن طرقت الباب.. سحر يدها تكفّها الجبيرة من منتصف أصابعها إلى ...حدود كوعها وهي تجلس القرفصاء وتدس وجهها.. وإلى جانب سريرها تقف ممرضتان إحداهما تحاول أن تناولها حبة دواء والأخرى تقف في الجهة الأخرى وملامح الحزن تعتريها بوضوح...!
سلمت عليهن فرقعت سحر نظرها باتجاهي وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء الذي لم تنقطع دموعه..! حملقت بي لحظة بنظرات زائفة تائهة ثم استغرقت في بكاء مرير بعد أن تأوهت بآهات لا يشبهها إلّا آهات فقدٍ أو ابتلاء أو مصيبة عظيمة...!! تسمّرت مكاني وأنا أرى هذا البكاء المرير.. حاولت أن انطق بأي كلمة لكن لساني لم يستطع أن يحمل أي حرف هذه المرة يواسي به من طعنتني خصوصاً بعد أن أتاني خبر سقوطها وكسر يدها من شريكها في طعني بخنجر الخيانة المسموم... رفعت رأسها مرة أخرى وصوبت نظرها الحسير باتجاهي... ومن بين زفراتها سمعتها تقول... مهند يا أحمد...!!! وما أن انتهت من كلماتها حتى عادت في حالة من البكاء أشد مرارة وحرقة...! خارت قِواي ولم تعد تحملني قدماي ولم يكن الكرسي خلفي لسقطت على الأرض..
مهند قطعة من جوفي ونفس من أنفاسي وقلبي الذي ينبض بين أضلعي وإن كنت أيقنت أنّه ليس من صلبي بعد أن اكتشفت الخيانة التي قلبت حياتي وبعثرت كياني.. مهند يا سحر..! مهند مات...؟!"
وهكذا تمضي الأحداث وتكشف لأحمد براءة زوجة سحر، فمهند ابنها والذي شكّ بأنّه ليس هو ابنه من صلبه يكتشف بأنّه ابن صديقه الدكتور همام الذي تم استبداله من قبل ممرضة في المستشفى بابنه مهند الذي توفي في ذلك الوقت.
وتسير أحداث هذه الرواية بالتزامن مع الإجتماع العراقي للكويت، والروائي إلى هذا يسوق فجيعتين؛ إحداهما فجيعة تزلزل حياة شخص والأخرى فجيعة ينتفض منها العالم بأسره.. فجيعة مُخيفة تأخذ القارئ إلى شخصيات لها ذكريات في سجل الزمان وجغرافيا المكان.. وأشخاص لهم حكايات تداعب حنين الذكريات. إقرأ المزيد