تاريخ النشر: 02/06/2012
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:تعد رواية (السيف والرصاص) للروائي "أبو العباس برحايل" (الجزء الثاني) من ثلاثية تؤرخ لوضع الجزائر من سبعينيات إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي. وكان الجزء الأول بعنوان "شعبة الزيتون".
وفي الجزء الثاني: يتابع برحايل ما بدأه في شعبة الزيتون عن أحوال الجزائر على لسان بطله " ... كان ذلك ...منذ سبع سنوات ونيف، أي منذ ألفين وخمسمائة وستة وخمسين يوما بالتحديد .. الفارق الوحيد أنني يومئذ نزلت بشعبة الزيتون مستطلعاً ومتفقداً وضيفاً مرغوباً في مقدمي ومحتفلاً بي .. أما اليوم فشعبة الزيتون سوف تستقبلني بنظرات ملؤها الإستغراب والإستهجان والإحتقار والإستخفاف (...) عودة الإبن الضال؟ .. لا بل خروج الإبن الضال من السجن ... بأي وجه يمكن أن أقابل والدتي؟ .. أخوتي؟ .. أهلي .. نوارة المطلقة؟ .. وأبنيّ اللذين لا بد أن يكونا قد نسياني؟ صخر وشهيرة .. هل أطمع في رؤيتهما؟ .. ترى أتكون نوارة طليقتي تزوجت؟ ...".
أما التهمة التي سجن لأجلها هي "الزنى في ليلة مأتمية"، حيث حكم المجتمع عليه بتهمة الزنى عند ذهابه إلى "حياة" قريبته لسبب وظيفتها في المستشفى باعتبارها ممرضة" .. وأنني ما ذهبت إليها إلا لاستنهاضها لرعاية أوفر وأوفى لزوجتي نوارة في المستشفى ..." ولكن الجميع لم يتبادر إلى أذهانهم سوى "... جريمة الزنى المتخيلة، أقول المتخيلة لأن لا دليل، ولا أنفي التهمة في ذاتها .. ومتى؟ ... عشية دفن أخت .. اقتراف جريمة الزنى في ليلة مأتمية .. هذه الحيثية وحدها كافية لتجريمي والحكم عليّ بتلك السنين العجاف من الحبس ...".
وعلى هامش الرواية يطرح الروائي قضايا مجتمعية وسياسية وفكرية شائكة تشكل في مجموعها بنية ذهنية لمجتمع قائم على الظن، والإيمان بالغيبيات، وتسلط قوى الأمر الواقع في إشارة إلى وضع الحركات الإسلامية في جزائر التسعينيات وأشياء أخرى ...نبذة الناشر:أخذ أحد ضباط قوات الأمن يمسك بأذن مكبّر الصوت المحمول يخاطب المتجمهرين المكبّرين ويحذرهم من التقدم، ويدعوهم أن يدخلوا مساكنهم قبل أن يداهمهم الموت وهم لا يشعرون.. أحد الشبان المراهقين يفلت من الكتلة البشرية ويسعى نحو سيارة شرطة عابرة، ويرميها بجسم حارق.. يسقط المراهق المغرر به إثر طلقات نارية.. وتململت الحشود بسقوط المراهق وتحركت صاخبة هائجة أكثر.. وينهال عليها وابل من القنابل المسيلة للدموع والرصاص الذي لا يدرى إن كان مطاطيا أو حياً.. هرج ومرج.. الكل يركض في كل اتجاه متاح، وهم يحاولون تكميم أفواههم ومناخرهم اتقاء غازات القنابل المسيلة للدموع ..
ساد دخان القنابل كل شيء كالضباب العتيم .. طلقات رصاص مجهولة الهوية هنا وهناك لا تتوقف إلا لتنطلق.. انفجارات.. صراخ.. دماء ودموع.. نار ودخان.. نحيب هنا وزغاريد هناك.. اختلط الحابل بالنابل.. طائرة عسكرية حوامة تحوم حول المكان، على علو منخفض جداً حتى لتكاد تلامس سطوح البنايات، هزيمها الرعدي يغطي على كل صوت حين مرت فوق رؤوسنا... إقرأ المزيد