هاينريش هاينه ؛ روح الشعر الألماني
(0)    
المرتبة: 62,999
تاريخ النشر: 22/05/2012
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لم يختلف النقاد في العالم على شاعر كما اختلفوا حول الشاعر الرومانسي والثوري الرومانسي هاينريش هاينه، فاقت خلافاتهم حول أعمال وحياة الشاعر الألماني كل التصورات، وبالغ البعض منهم في أدلجة روائعه حد تحويل كتاب أغانية "إلى مزامير و"حلم ليلة صيف" إلى بيان شيوعي، ورحلته في الهارتس (منطقة سياسية في ...وسط - شرقي ألمانيا) إلى حلم بونا بوتي وطلق كيف لا والموضوعية المحبية لدى هانيه، منذ لقائه مع سيد عصره فولفجانج جوثه في فايمار، و"ركوعه في حضرة الشعر"، هي هاينه نفسه.
كتب هاينه بين ولادته من عام 1797 ووفاته عام 1856 مئات القصائد، والقطع النثرية والمسرحيات والرسائل الرومانسية والسياسية التي كانت تجسد نظرته إلى العالم والأشياء، لكن أناه المحلية الزاخرة، هذه الأنا الزاخرة بالحب والسخرية والتهكم، كانت تنهمر من قلمه وهو "يعوي بالكلمات كالذئاب" حسب تعبيره، ومن يعوي بهذه الأنا الظاهرة من الشعراء يعوي معه، دون شك، قطيع النقاد على إختلاف مشاربهم، وربما تفسر هذه الحال أحد أسباب كل هذا الشجار الثقافي - السياسي الطويل حول هاينه.
وإذا كان النقاد والمؤرخون سبب الضجة القائمة حول الكثير من مفاصل حياة هاري - هاينريش هاينه، فإن شاعر القرن التاسع عشر نفسه كان مصدر الخلافات حول تاريخ ميلاده، ويتفق الباحثون الآن وبالإستناد إلى سجلات العائلة ومذكرات زوجته ما تبلده، على أن يوم 13 ديسمبر 1797 هو يوم ميلاد هاري الرسمي.
ولكن يبدو أن رغبة دفينة في قلب الشاعر الشاعر المتمرد كانت تدفعه للتخلص من ذيول القرن الثامن عشر والتشتت بتلابيب القرن الجديد، فكان يعلن أينما حلّ في باريس أنه من مواليد يناير 1800، ويبدو أن ضجر هاري من اسمه لم يقتصر على يهوديته، لأن الصبي المرهف كان يتعرض لسخرية زملائه في المدرسة، ووأب الصبيان على مناداته بــ"هارو"، وهو الإسم الذي كان جامع قمامة متشرد يطلعه على حماره.
يصور هاينه في مذكراته حقده على هاري بالقول "ما جرى مرة حديث عن حمار الأوشملني، ثم سرعان ما يستكمل ذلك الحديث بين التلاميذ بالحزورة المعتادة: كيف يفرق الشخص بين الزيبرا (حمار الوحش) وحمار بلعام؟ الرد: الأول يتحدث الزيبرية ويتحدث الآخر العبرية".
ظل التخلص من اليهودية هاجس هاينه طوال فترة شبابه في ألمانيا، وحتى حانت له الفرصة عام 1825 لتقييد نفسه في إحدى الكنائس البروتستانتية بإسمه الجديد كريستيان يوهان هاينريش هاينه، وفعل ذلك سراً خشية الجفاء الذي يواجه به كل مرتد عن دين أجداده من اليهود حسب تعبيره.
ولا تزال المعارك على أشدها بين من يري أن هاينه كان شاعراً يهودياً منذ أول قصيدة نشرها عام 1817، مثل الناقد المعروف مارسيل رايش رابنيكي، ويستشهد بقصائد "أكان عبرية"، وبين من يعتقد أن اليهودية كانت عبئاً على الشاعر، مثل المسرحي والناقد كارل تسوكماير.
كان الشاعر هاينه بالنسبة إلى الألمان شاعراً ثورياً عبر عنه ماركس بالقول "إنه أعظم الشعراء الألمان بعد غوته"، ووصفه لينين بأنه "شاعر الإنسانية الأول"، ومهما يكن، فقد كان هاينه شاعراً ألمانياً بالدرجة الأولى، ولم يتطرق أحد إلى إنتمائه الديني في الجزء الشرقي من البلاد.
والطريف في الأمر، وكما هو واقع الحال دائماً مع المعارك الثقافية الإيديولوجية الشرقية - الغربية، حول "ملكية هاينه، فقد انصب إهتمام الألمان الشرقيين بأعمال هامة وحياته على إبراز علاقته بماركس وانجلس وفضاله له الطبقي لصالح البروليتاريا، وكان هذا الموقف الإيديولوجي منبع إهتمام الغربيين بالشاعر أيضاً، فدفعهم لإبراز وجهه "البرجوازي الإنساني".
وإذ يميل بعض دارسي حياة هاينه وشعره، إلى تصنيفه ضمن رهط شعراء الرومانسية المتأخرة، إلا أن البعض الآخر يميل إلى وصفه بــ"ممهد" طريق الحداثة؛ بل أن بعض النقاد وبينهم "عراب" النقد الألماني المعاصر مارسيل رايش رانيكي، يرون في شعر هاينه عناصر تجديد وحداثة لم يسبقه إليها أحد.
وكتب رانيكي بمناسبة الذكرى 200 ميلاد الشاعر الكبير، أن تأثير هاينه في الشعر الألماني لم ينقطع حتى اليوم.
وللقارئ معرفة المزيد عن هذا الشاعر من خلال كلمات جورج لوكاتش التي ضمها هذا الكتاب بالإضافة إلى بعض المقالات حوله ثم بعض أعماله: "تراجيديا مأساة المنصور" وقصائد مترجمة. إقرأ المزيد