السراج الوهاج ؛ على متن منهاج الطالبين
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، وهو من أشرف العلوم وأعظمها أجراً، وأعمها فائدة، وأعلاها مرتبة وعظمة هذا العلم وشرفه تُجلّ عن الوصف والإحاطة، لأنها أحكام تلازم المسلم في حياته، بينه وبين ربه من جهة، وبينه وبين العباد من جهة أخرى؛ فيها يشدّ حبل الإتصال بين ...العبد وربه في علانيته وسره، في صلاته وصيامه وزكاته، وبها يطلب الرزق المباح، ويبتعد عن مواطن الشُبه والآثام، وذلك في فقه المعاملات من بيع وشراء وربا وما يلحقها؛ وبها يقف المتعلم على فقه الفرائض، وينعم بالحياة الزوجية الشرعية وما يلحقها من أحكام في النكاح والطلاق والإيلاء والظهار وغيرها، وبها يحيط بمدى محافظة الإسلام على ضروريات الحياة المشولة بإسم الجنايات والديات والحدود، وهكذا في أحكام الأطعمة والنخائر والنذور والإيمان وفي مباحث التقاضي وقواعده وطرقه وأحكامه، وبها تُنشر راية الإسلام ويُرفع منار القرآن الكريم وذلك في فقه الجهاد والمغازي والسير والأمان والعهد ونحو ذلك.
في هذا كله يأتي هذا الكتاب الذي يعتبر من المتون الفقهية المهمة في المذهب الشافعي لمؤلفه الإمام النووي، وقد اعتنى العلماء بهذا المتن شرحاً وتعليقاً وتحقيقاً ونظماً.
من هذه الشروح، هذا الشرح الذي جاء تحت عنوان "السراج الوهاج على منهاج الطالبين للشبيخ محمد الزهري الغمراوي، الذي تم إلحاقه بالمتن تعميماً للفائدة، ولفتح ما استغلق من معاني المتن، ولتوضيح ما أبهم في مسائله التي قد تخفى على القارئ، هذا بالإضافة إلى تحقيق الشرح، وإسناد مسائله بالحجج الشرعية من كتاب أو سنّة أو كلام للعلماء، أو الإستفاضة في شرح بعض المصطلحات الفقهية التي أوجزها الشارح، وذلك كله خدمة لذلك المتن المسمى بــ"منهاج الطالبين"، وتيسيراً على القارئ.
وإلى هذا، فإن الإمام النووي صاحب منهاج الطالبين هو الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيى الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الخزامي الشافعي كان مولده سنة 631هـ، قدم دمشق سنة 649 فسكن في الرواجية، فحفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف وقرأ ربع المهذب في باقي السنة على شيخه الكمال بن أحمد، ثم حج مع أبيه وأقام بالمدينة شهراً ونصف.
وذكر الشيخ أبو الحسن بن العطار أن الشيخ محيى الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على مشايخه شرحاً وتصحيحاً: درسين في الوسيط، ودرساً في المهذب ودرساً في الجمع بين الصحيحين ودرساً في صحيح مسلم، ودرساً في اللمع لابن جني، ودرساً في إصلاح المنطق، ودرساً في التصريف ودرساً في أصول الفقه، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين، قال: "وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، وتوضيح عبارة وضبط لغة - وبارك الله تعالى لي في وقتي، وخطر لي أن أشتغل في الطلب، فاشتغلت في كتاب القانون وأظلم قلبي وبقيت أياماً لا أقدر على الإشتغال فأشفقت على نفسي وبعت القانون فثار قلبي".
ترك الإمام النووي تصانيف كثيرة في الحديث والفقه والفتاوى وغيرها وكانت وفاته سنة 676هـ في نوى التي دفن فيها. إقرأ المزيد