عمر الفاروق - الجزء الأول
(0)    
المرتبة: 307,305
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ليس في التاريخ الإسلامي - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجلٌ تُرَدِّد الألسن اسمه ما تُردد اسم "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، وهي تردده وتقرن به، في إعجاب وإكبار، ما عرف عن عمر من جليل الصفات وعظيم المواهب، فإذا ذكر الناس في الزهد في الدنيا مع ...القدرة على النهل من أنعمها ذكروا زهد عمر.
وإذا ذكروا العدل المطلق غير مشوب بشائبة ذكروا عدل عمر، وإذا ذكروا النزاهة لا يفرّق صاحبها بين أقرب الناس إليه وأبعدهم عنه ذكروا نزاهة عمر، وإذا ذكروا العلم والفقه في الدين ذكروا فقه عمر رضي الله عنه ودينه، وأنت تتلو من أنبياء ذلك في الكتب ما تحسب الكثير منه مبالغة لا يكاد العقل يصدقها؛ ويرجع ذلك إلى قيام الإمبراطورية الإسلامية في عهده، فقد خلف عمر أبا بكر رضي الله عنهما على إمارة المؤمنين حين فرغ أبو بكر رضي الله عنه من حروب الردّة، وحين كانت جنود المسلمين تواجه الفرس والروم على تخوم العراق والشام... فلما قبض عمر رضي الله عنه كانت الإمبراطورية الإسلامية قد اشتملت العراق والشام جميعاً، وقد تخطتهما فاشتملت فارس ومصر.
بذلك بلغت حدودها الصين من الشرق، وأفريقية من الغرب، وبحر قزوين من الشمال، والسودان من الجنوب، وقيام هذه الإمبراطورية العظيمة في عشر سنوات معجزة لا ريب، والمعجزة أعظم قدراً بعد أن تحطمت فارس والروم الإمبراطوريتان صاحبتا السلطات على عالم يؤمئذٍ، وتحطمتا بأيدي العرب الذي كانوا إلى سنوات قبلها قبائل متنافرة لا تهدأ منازعاتها ولا تطمئن إلى قرار.
في هذا الإطار، يأتي هذا الكتاب الذي يقدم المؤلف من خلاله صورة فصلة عن حياة عمر رضي الله عنه وتصرفاته، حيث تبين هذه الصورة على ما كان لشخصه من أثر في بناء الإمبراطورية العظيمة في الزمن الوجيز الذي قامت فيه، وتكشف عن السبب الذي أبقى على التاريخ اسم هذا الرجل العظيم يتحدث الناس عنه على مرّ الأجيال في مشارق الأرض ومغاربها حديث إكبار وإعجاب.
على أن ما تم تفصيله في هذا الكتاب لم يتخطّ التاريخ السياسي لهذه الفترة القصيرة من حياة المسلمين الأولين، أما ما جاء في فصوله عن حياة العرب الإجتماعية وعن الفرس والروم فإنما جاء محملاً أريد به إيضاح هذا التاريخ السياسي. إقرأ المزيد