تاريخ النشر: 01/12/2011
الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إستلقى أنس في سريره والكتاب الذي إستعاره من رؤى بين يديه، بدا مستغرقاً في القراءة، مأخوذاً حتى الثمالة، قلب الصفحة فرأى ورقة صغيرة مطوية، مفروشة بين صفحات الكتاب، إنها نسخة عن البطاقة الشخصية لرؤى، وضعتها بين صفحات الكتاب عندما أخبرها معقب المعاملات بأنه لا لزوم لها، فتحها أنس بقليل ...من الأهتمام ويصورة عفوية لا شعورية، إسم الأب "نوح"، الأم "حنان"، توقف عند الأخير، إرتعش له فؤاده، غمره بدفقة من حزن قديم، رحل به الإسم في دهاليز الذاكرة، إلى زمن الطفولة، إلى ست وعشرين عاماً مضت، كل الذي بقي في ذاكرته منها ترددات حكايا مبهمة، بقايا نظرات جامدة وصدى نحيب مجروح، ضاعت الملامح والقسمات، غارت معالمها بعيداً في الذاكرة، تلاشت وتفتت، لطالما حاول إستحضار وجهها، يتجلى له ومضة خاطفة ويفلت من عقال عقله ليتلاشى في فراغات خياليه.
طوى الورقة ودفنها في موضع آخر من الكتاب، يعاود القراءة من جديد، يعاود قراءة السطر الواحد مرات ومرات، من دون أن يفقه شيئاً، تشتت تركيزه وتبعثرت أفكاره في تلافيف الزمن الضائع.
فتح عينيه عند الصباح متثائباً، بين النائم واليقظان، نظر إلى الساعة في معصمه، تشير إلى الثامنة صباحاً، قام إلى هاتفه وضغط رمز رؤى، سألها:
كيف حالك اليوم.
الحمد لله.. بخير.. لا أشتكي شيئاً، هل تريد نغم؟
قال متردداً متلعثماً:
أردت أن أسألك..عن إسمي جديك لأمك.
إنتفضت متسائلة بهلع:
ما بها أمي؟ هل أصابها مكروه؟
لا تجزعي يا رؤى، عرفت أن إسمها حنان، أشك في أن أمك قريبتي ألم تخبريني أنها من إدلب وأنها تحمل لقب عائلتي.
أبوها عبد اللطيف وأمها سعاد.
صعق لفرط الدهشة والمفاجأة، إنعقد لسانه وإرتعشت شفتاه.
سألته:
أنس ما خطبك؟
قال مرتعشاً بصوت خفيض:
هل تدرَس أمك مادة الرياضيات أو الفيزياء؟
بالضبط.
هل تعرفين أهل أمك؟
لا.. إنقطعت صلتها بهم منذ زواجها من أبي، لم يكونوا موافقين على زواجهما.
رؤى.. إني قادم إليك...
تصوَر لنا الكاتبة سوزان مصطفى واقع العلاقات الأسرية، والفوارق الذي يتخلله هذا المجتمع، مما يضطر حنان التخلي عن عائلتها وعن إنتمائها من أجل الحب. وهي رواية تدور أحداثها بين اللاذقية السويداء والعاصمة... يحمل أبطالها عبء الفوارق الإجتماعية والطائفية، تسلط أضواءها على واقع التحرر الذي تشهده فئة من المجتمع السوري، وعواقبه على هؤلاء الأفراد.نبذة الناشر:كانت تتصرف بوحي تلك الرغبة العميقة القلقة للمعرفة، لاكتشاف كنه الآخرين، وهي التي تبحث دائماً وأبداً عن الحقيقة الإنسانية خلف مظاهر اللغة وفوارق الدين. كانت تكره كل ما يحد الإنسان ويجعله متقوقعاً متعصباً ومغروراً بذاته، وكارهاً للآخرين. وكان نوح يشعر بعينيها ينبوعين يفيضان بالعواطف، وردتين يترجرج فيهما قطر الندى.
أما هي فكانت تشعر كأن روحها تنمو نمو الزهرة، وتتفتح بتلاتها حمراء كألسنة اللهب، كانت تريده بكل طاقات قلبها الشاب وبكل إرادتها، تغزوها موجات متباينة من العواطف هي مزيج من الذعر والفرح، من الاطمئنان والقلق الموجع. كانت تعلم علم اليقين أن تصرفها لن يرضي أباها وأسرتها، وتعي تماماً أنها تنزلق منزلقاً خطيراً لا تحمد عقباه، تخشى الاعتبارات الأخلاقية والاجتماعية، تسائل نفسها: لماذا على الإنسان أن يخنق روحه؟ لماذا حين يتفجر الهوى بين قلبين صادقين ترتفع الحواجز فجأة لتصدهما وتكبح فيهما العنان؟. كان أبوها وأخوها الأكبر بانتظارها، استقبلاها صامتين مطرقين، يخمدان بجهد جبار انفعالات غاضبة شبت نارها في أعماقهما، والتهمت منهما كل اتزان، ركض أخوها الصغير "أنس" باتجاهها وألقى بنفسه عليها، لم يدعها أبوها تقدم للطفل ما تحمل له من هدايا: دفعها نحو غرفة نومها ودخل أخوها الأكبر في أثرهما، بينما الأم لائبة، لا تدرك شيئاً مما يدور حولها.
ونسأل والدها بلا مقدمات:
من هو نوح أيتها الكلبة الحقيرة؟ إقرأ المزيد