لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

ماكنة الخياطة

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 25,536

ماكنة الخياطة
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
ماكنة الخياطة
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:لقد اعتادت دوماً ان تكلمني بدموعها، حتى بتُ أدرك إتجاه هذا الملح بين أقلام تجاعيد ووجهها، ويعود المشهد يتكرر وأنا في سيارة الإسعاف وبجانب شقيقتي، لتلتقي الصدفتين، كنت ممسكة بيد أمي، أشدّ عليها علني أضبط إختلاجات أصابعها، وأسأل نفسي ألف سؤال يأتيني منها جوانب واحد مطمئن... من نظراتها التائهة ...وكأنها تبحث عن شيء وأضاعته، أدركت أن الغراب نال من وعيها وسلبها صراعها العنيد للبقاء.
خلال الأيام القليلة التي سبقت رحيلها إلى الهناك، كنت ألمح غياباتها لتعدد منها بإبتسامة شاحبة على شفتيها، تجعلني أظن أنها تفوقت على أمواج حياتها العاتية، جاهزة للرحيل، في هذه المغامرة الصعبة بين حياة استهلكت قواها وموت ألمحه على شفتيها، رحلة واعية، جليّة، خارج الزمن، خارج جاذبية الأرض التي توثق المرء بأغلالها.
ذات يوم وكنت أصبحت دخيلة على عالمها الجداني، أود إستنباط ما يجول في وعيها الباطني، علّني أفوز بفك لغز ذلك المجهول، الذي كان يحول على وسادة أمي دربه في الجهة الظليلة من الحياة، سمعتها تتمتم كلمات غير واضحة، بدت لي كالشرارات التي تولد من إحتكاك حجر صوان بآخر، اقتربت منها حتى التصق وجهانا ببعضها وسألتها: "ماذا قلت يا أمي؟" بعياء فتحت عينيها وصوتهما كمخرز مسامي وقالت: "ماكينة الخياطة أين هي؟" الكلمات التي أنْقب عنها في تجربة اللغة عادة لأعثر على النور الذي ينزغ منها فتضيء به العالم، بدت لي ونظرات أمي الثاقبة كمسدس محشو بالشك القاتل، حكماً قاطعاً وأنا في قفص الإتهام لا أجد سبيلاً للفرار من تهمة إقترافي جنحة في حق ماكنة الخياطة، سوى في التلطي وراء كذبة حضرت تلقائياً فوجدت فيها حجة أفضل من الحقيقة الجارحة لأحيد عني نبال نظراتها، قلت: "هي بمأمن في مشروع استأجرته خصيصاً لإحتواء أناث البيت بعد بيعه، وماكنة الخياطة في إنتظار أن تستعيدي عافيتك".
أريدك بعد اليوم أن تسكني بجواري فأطمئن عليك في كل لحظة... صمتها البليغ أشار إليّ بأنها لم تقفه كلمة مما قلت، أدارت بوجهها ومضت في شبه غيبوبة تلقيتها مرسالاً كسر جوهر، باطناً، الثقة، ذكاؤها الفذ الذي أدار حياتنا في مكيال من العدل والتوازن، خرق تلك اللحظات أنسجة دماغها المريضة، وأعلمني بأني اقترفت خطأ تبصر في الأرعن بأثاث البيت، تراءى لي من بعد الأزمنة، أصبعها، سلاحها في تأديبنا وإصلاح أخطأنا.
ما أن تضأ عيناك عالم أشخاص "ماكينة الخياطة" حتى تجد نفسك تنعم بذاك الثراء اللغوي الذي يحثك على الترحال وراء تلك المعاني التي تحفر في عمق الذات.
هي ذكريات صحفية عاشت محنة بيروت في حربها، وألهبت كما نارها خيالها بعد أن غدت وراء الزمن فــ"الذكريات همسات كالنبار" تتطاير في حركتها الدائمة الفكر"، لن تقف عند أعتاب الذكرى، لتقرأ تفاصيلها... فالتفاصيل بحيثياتها لن تثير في داخلك شحباً كالذي إستثارته تشكيلية الحروف والعبارات والبراعة في إستخدام التشابيه والإستعارات والمجاز وو... بتلقائية ودون تكلف.
وتأخذك الكاتبة إلى مسافات أبعد لتعيش معها تجربتها الحياتية دون أن تضن عليك بدفق من الأحاسيس والمشاعر التي تحيل الحدث الذي أدار ظهره للحاضر، وغفى في حضن الزمن... إلى حدث نابض بالحياة تعيشه وتتفاعل على معه إلى اللانهاية.

إقرأ المزيد
ماكنة الخياطة
ماكنة الخياطة
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 25,536

تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:لقد اعتادت دوماً ان تكلمني بدموعها، حتى بتُ أدرك إتجاه هذا الملح بين أقلام تجاعيد ووجهها، ويعود المشهد يتكرر وأنا في سيارة الإسعاف وبجانب شقيقتي، لتلتقي الصدفتين، كنت ممسكة بيد أمي، أشدّ عليها علني أضبط إختلاجات أصابعها، وأسأل نفسي ألف سؤال يأتيني منها جوانب واحد مطمئن... من نظراتها التائهة ...وكأنها تبحث عن شيء وأضاعته، أدركت أن الغراب نال من وعيها وسلبها صراعها العنيد للبقاء.
خلال الأيام القليلة التي سبقت رحيلها إلى الهناك، كنت ألمح غياباتها لتعدد منها بإبتسامة شاحبة على شفتيها، تجعلني أظن أنها تفوقت على أمواج حياتها العاتية، جاهزة للرحيل، في هذه المغامرة الصعبة بين حياة استهلكت قواها وموت ألمحه على شفتيها، رحلة واعية، جليّة، خارج الزمن، خارج جاذبية الأرض التي توثق المرء بأغلالها.
ذات يوم وكنت أصبحت دخيلة على عالمها الجداني، أود إستنباط ما يجول في وعيها الباطني، علّني أفوز بفك لغز ذلك المجهول، الذي كان يحول على وسادة أمي دربه في الجهة الظليلة من الحياة، سمعتها تتمتم كلمات غير واضحة، بدت لي كالشرارات التي تولد من إحتكاك حجر صوان بآخر، اقتربت منها حتى التصق وجهانا ببعضها وسألتها: "ماذا قلت يا أمي؟" بعياء فتحت عينيها وصوتهما كمخرز مسامي وقالت: "ماكينة الخياطة أين هي؟" الكلمات التي أنْقب عنها في تجربة اللغة عادة لأعثر على النور الذي ينزغ منها فتضيء به العالم، بدت لي ونظرات أمي الثاقبة كمسدس محشو بالشك القاتل، حكماً قاطعاً وأنا في قفص الإتهام لا أجد سبيلاً للفرار من تهمة إقترافي جنحة في حق ماكنة الخياطة، سوى في التلطي وراء كذبة حضرت تلقائياً فوجدت فيها حجة أفضل من الحقيقة الجارحة لأحيد عني نبال نظراتها، قلت: "هي بمأمن في مشروع استأجرته خصيصاً لإحتواء أناث البيت بعد بيعه، وماكنة الخياطة في إنتظار أن تستعيدي عافيتك".
أريدك بعد اليوم أن تسكني بجواري فأطمئن عليك في كل لحظة... صمتها البليغ أشار إليّ بأنها لم تقفه كلمة مما قلت، أدارت بوجهها ومضت في شبه غيبوبة تلقيتها مرسالاً كسر جوهر، باطناً، الثقة، ذكاؤها الفذ الذي أدار حياتنا في مكيال من العدل والتوازن، خرق تلك اللحظات أنسجة دماغها المريضة، وأعلمني بأني اقترفت خطأ تبصر في الأرعن بأثاث البيت، تراءى لي من بعد الأزمنة، أصبعها، سلاحها في تأديبنا وإصلاح أخطأنا.
ما أن تضأ عيناك عالم أشخاص "ماكينة الخياطة" حتى تجد نفسك تنعم بذاك الثراء اللغوي الذي يحثك على الترحال وراء تلك المعاني التي تحفر في عمق الذات.
هي ذكريات صحفية عاشت محنة بيروت في حربها، وألهبت كما نارها خيالها بعد أن غدت وراء الزمن فــ"الذكريات همسات كالنبار" تتطاير في حركتها الدائمة الفكر"، لن تقف عند أعتاب الذكرى، لتقرأ تفاصيلها... فالتفاصيل بحيثياتها لن تثير في داخلك شحباً كالذي إستثارته تشكيلية الحروف والعبارات والبراعة في إستخدام التشابيه والإستعارات والمجاز وو... بتلقائية ودون تكلف.
وتأخذك الكاتبة إلى مسافات أبعد لتعيش معها تجربتها الحياتية دون أن تضن عليك بدفق من الأحاسيس والمشاعر التي تحيل الحدث الذي أدار ظهره للحاضر، وغفى في حضن الزمن... إلى حدث نابض بالحياة تعيشه وتتفاعل على معه إلى اللانهاية.

إقرأ المزيد
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
ماكنة الخياطة

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 296
مجلدات: 1
ردمك: 9789953215211

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين