تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:في هذه الرواية نقرأ طرحاً مغايراً لما ألفته الكتابة الروائية، فحين نبدأ بقراءتها يتملكنا عدة تفسيرات للأحداث وأسئلة كثيرة تفرض نفسها علينا، لقد اشتغل.. مازن حيدر" على الشخصيات والأحداث بطريقة مقلقة للقارئ وبخطوط متشعبة مما يعزز غزارة السرد القلق، فلماذا القلق؟
يختار الروائي صياح الديك رمزاً للتمعن في التسيرات المبطنة ...للروح البشرية "فلتكن عادلاً أيها الانسان، ولتع حقيقة صياح الديم" وهنا يخيل للقارئ أن النص مفتوح على بواطن المسائل وأسئلتها، أو ربما يشير الى عبثية الحياة، يبدو ذلك جلياً حين يشبّه الروائي عبثية حياة الإنسان بوضع سيزيف، وهي شخصية من الميثولوجيا الاغريقية قدرها أن تحمل صخرة الى أعلى قمة جبل وما أن تفعل تتدحرج الصخرة الى الأسفل فيعود سيزيف ويحملها من جديد وهكذا دواليك الى ما لا نهاية له.
لقد أفلح الروائي في التعبير عن قانون عدم القدرة الذي يغلف حياتنا، ليعبّر به عن مشاعر العجز واليأس، والقلق، والدوامة التي لا خروج منها كما هو حال سيزيف في الرواية "... كان سيزيف قوي البنية فاستسهل الأمر وفرح به، حذرته أمه من مكر الآلهة ومن طيبة قلبه لكن حبها منعها من الوقوف في وجهه،... فقد أسقطت الآلهة سحراً على صخرة سيزيف، بحيث أصبحت تسقط من تلقاء نفسها قبيل الوصول الى القمة وتعود الى أول الطريق. لم يعرف سيزيف بالسحر، وظن أن سوء حظه يدفعه الى فقدان الصخرة كل مرة قبل الوصول، ولا يزال حتى الآن يحاول الوصول مدفوعاً بوهم التحرر، ولا تزال الصخرة أسيرو سحرها..." - ".. طريق الى الروح.. رؤية جديدة تجاه الحياة والمتغيرات والآلام التي تستعبد إنسان اليوم. إنها مزيج الأدب والماورائيات أو المتخيل الأقصى في سرد الحقائق. "... جربوا الفوضى في عقل الله.. لن تجدوا غير الحب.. جواباً عن أي سؤال ، استبدلوا الخوف من الموت بفعل حب الحياة".
تلك هي الحقيقة التي أراد الروائي بعثها في قلوب وعقول الآخرين...نبذة الناشر:الدم كان صلاة أبدية، لا أذان يسبقها غير صرخة الولادة، سمع محمد الصلاة للمرة الأولى وأقسم على حفظها..
راقب جبريل اندهاش محمد أمام الصوت، فقال سأزيدنّك بلا شكر، فإذا بالحقل المغناطيسي يضيق حول محمد، وإذ به يصغر حتى يصل إلى حجم لا متناهي الصغر، فتراءى أمامه كوكب ضخم صاخب بعمله، يشبه هذا الكوكب آلة موسيقية لا راحة فيها، وكانت مليئة بالتضاريس والحفر، تحيطها هالة مغناطيسية مقدسة غريبة اللون، في تناسقها تعريف للجمال.
من هنا انطلقت معاييرنا الجمالية، فكر محمد ثم سأل جبريل: هل أنا في السماء العليا؟ وماذا أرى؟ أجابه الصوت: هذا الكوكب هو أقدس الكواكب وأولها، أنت الآن تنظر إلى الخلية، بيتك الأول، وأول حدود اكتسبتها، هنا يحيا الجسد ويتكون... وسأسمح لك بزيارة قلبها علك تفقه قلبك...
دخل محمد الخلية فشعر بامتصاص جميل أدخل بعض الفرح على قلبه، الهالة المقدسة حول الخلية لم تزدها إلّا طراوة وحناناً، أثناء دخوله تذكر محمد نسيم الصباح على الأرض خارجه، ما كان يعتبرها أرضه قبل زيارته لجسده، أصبحت الآن ذكريات لزيارة غريب مرّ دون سؤال، ورحل دون أثر... إقرأ المزيد