تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار الكنوز الأدبية
نبذة نيل وفرات:"راقبت لمدة ساعة ظلالاً متراقصة على السقف ثم استعدت صور الوالدة والوالد وشقيق قتلوا جميعاً في الحرب الأهلية. هذه الزيارة لا بد أنها نزعت آخر الروابط بالوطن... هناك أيضاً على مسافة آلاف الفراسخ الضبابية، مسخت الحضارة المدينية ما تبقى من روابط أسرية. ثم بدا الكون مجموعة محطات فارغة. أما ...حياتي فعبارة عن قطار كان يغدو من واحدة إلى أخرى، على رصيف المحطات، كلما أتوقف في أحداها، أتلكأ في النهوض، متردداً عليها المحطة القادمة تكون الأخيرة. منذ ثلاثة عقود، وقفت على الشرفة المطلة على بحر الإسكندرية الأبيض. ريح باردة كانت تلفحني قادمة من أوروبا. ريح أخرى ساخنة كانت تحمل روائح أفريقيا. شيء ما كان يشدني دائماً إلى بيروت". من موقعه الأثيري على النافذة الصغيرة فيا لطائرة، خرجت أفكار الكاتب كعادتها، مستعيداً بها ماضيه في بيروت في فندق "السراب" وحاضره في "بانكوك"، ففي مكانه حول الحدود وبين البلدان إلى نوافذ والحضارات إلى أبواب مشرعة حياة غير طبيعية فالبشر أسماك تحيط بهم شواطئ يابسة...نبذة الناشر:الثلج في كل مكان شبيه الغيم الأبيض، وشبيه بسطح العالم، بالبحيرات، والمرايا التي تعكس وجه السماء. عندما كنت طفلاً يحمل وجهاً بعينين بريئتين، مرت من أمامه أشباح القوافل زرافات وآحاد. حمار الوحش المرقط، والفيلة الثقيلة المتعبة، ثم انطلقت أسراب من الغابة لها أصوات مبهمة، حملتهم الشوارع أجساماً سوداء عارية، كانت ترقص على إيقاعات الطبول، ثم انسدلت أقنعة مخيفة، غطت الوجوه والملامح، وارتفعت سيقان طويلة مستعارة كانت تعبر من فوق الأولاد. نهود نساء جميلات تدلات، وسيقان عجائز رقصن كالأطفال. في تلك الأيام، وحدهم الصغار كانوا يسكنون القارات الخمس، وكانت الغابة على مرأة من أعين الجميع... إقرأ المزيد