التنمية البشرية الإنسانية بين النظرية والواقع
(0)    
المرتبة: 103,259
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار المناهج للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:حازت التنمية البشرية (الإنسانية) على إهتمام كبير في الأدبيات الإقتصادية الحديثة، حيث أصبحت مفهوماً متطوراً لمفاهيم تنموية سابقة - كانت تعتبر أن الإستثمار في تحسين القدرات البشرية للمساهمة في تحقيق النمو الإقتصادي لا يقل أهمية عن الإستثمار في رأس المال المادي - ولكنه يختلف عنها، حيث يجعل البشر هم ...محور التنمية والمشاركين بها أيضاً، ويعيد الإنسان إلى مكانه الصحيح في النشاط الإقتصادي بعد أن مرت عقود متعددة كان التركيز فيها على الكيفية التي يتم من خلالها زيادة التراكم الرأسمالي بهدف زيادة الإنتاج والثروة، واتخذت من زيادة الدخل القومي معياراً للنمو الإقتصادي.
وتركز التنمية البشرية على تحسين القدرات البشرية وتطويرها من خلال توفير التعليم لأفراد المجتمع بالقدر الكافي سواء كان ذلك عن طريق التعليم النظامي (التعليم في المراحل الأساسية والثانوية والعليا) أو التعليم غير النظامي (محو الأمية والتدريب)، وتوفير الرعاية الصحية سواء عن طريق الوقاية من الأمراض أو معالجتها، وتوفير السكن الملائم، وتوفير المياه الصحية المأمونة، ومحاربة التلوث وغير ذلك، بالإضافة إلى توفير الغذاء الكافي لأفراد المجتمع ومحاربة الفقر وسوء التغذية، ومن ثم إستخدام هذه القدرات في تحقيق النمو الإقتصادي المنشود، والإستفادة من ثمار النمو الإقتصادي في تحقيق مزيد من التنمية البشرية بطريقة متكررة ومستمرة.
وتتأثر التنمية البشرية بالسياسات الإقتصادية المختلفة، حيث يدور جدل حول الوسيلة الأنجع لتحقيقها، هل يكون ذلك من خلال قيام الدولة بدور هام لضمان العدالة الإجتماعية، أم من خلال آلية السوق لأنها الأفضل لتحقيق الكفاءة الإقتصادية أم من خلال التنسيق بين السياستين.
ومن خلال دراسة هذا الكتاب واقع التنمية البشرية والنمو الإقتصادي للدول المتقدمة والدول النامية تبين أنه رغم تحقيق الدول النامية تقدماً في متضمنات التنمية البشرية الأساسية لثلاث (التعليم والصحة والغذاء)، إلا أنه لا زال هناك بوناً شاسعاً بين ما حققته الدول المتقدمة في جانب النمو الإقتصادي وما حققته الدول النامية، بالإضافة إلى معاناة الدول النامية من الكثير من المشكلات الإقتصادية المختلفة، مما يعني حاجتها إلى المزيد من الجهود التنموية الفعالة ووضع السياسات الإقتصادية الملائمة لمعالجتها.
فضلاً عما سبق فقد تبين من خلال هذه الدراسة أن دليل التنمية البشرية المستخدم لقياس حالة التنمية البشرية لا يعكس حالة التنمية البشرية الحقيقية، وقد تم توجيه إنتقادات كثيرة وهامة لهذا الدليل، وبناء على هذه الإنتقادات تم إقتراح طريقة بديلة لهذا الدليل تعالج غالبية هذه الإنتقادات، وبعد تطبيق الدليل المقترح على دول العالم من خلال سلسلة زمنية للبينات الواردة في تقرير التنمية البشرية لعام 2000 تبين مصداقية هذا الدليل المقترح.
وبناءً على ما تقدم، توزعت هذه الدراسة لواقع التنمية في خمسة فصول جاءت وفق ما يلي: الفصل الأول: التنمية البشرية، الفصل الثاني: أثر السياسات الإقتصادية على التنمية البشرية، الفصل الثالث: متضمنات التنمية البشرية، الفصل الرابع: التنمية البشرية في المناطق المختلفة من العالم، الفصل الخامس: التنمية البشرية في الدول العربية مقارنة بدول الـــ OECD. إقرأ المزيد