العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغير المسلمين في الشريعة الإسلامية
(0)    
المرتبة: 172,194
تاريخ النشر: 31/03/2010
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة الناشر:إن المجتمع الإسلامي - في أيّ عصرٍ من عصوره المختلفة، وبلدٍ من بلدانه المترامية الأطراف، بدءاً بعصر الرسالة النبوية إلى يومنا هذا - لم يخلُ من تواجد غير المسلمين فيه، بمختلف طوائفهم وأديانهم ومللهم.
ولا عجب في ذلك؛ لأن الإسلام لا يكره أحداً على اعتناق عقيدته، ولا يمنع المسلمينَ من العيش ...المشترك، والتعايش السلمي مع مخالفيهم في العقيدة والدين، فهم جميعاً في نظر الإسلام عِبادُ الله، وليس من لوازم الإيمان بهذا الدين القطيعةُ ورفضُ العيش المشترك مع غير المسلمين في ظل حكم الإسلام وسيادته.
ولما كان مسبوقاً في علم الله أن تتصل تلك الطوائف غيرُ المسلمة بالمسلمين، وتنشأ بينهم علاقات وصِلات متعددة، اشتدّت الحاجةُ إلى معرفة حكم تلك العلاقات والوقوفِ على رأي الشريعة الإسلامية فيها، ولذلك فإن الشارع الحكيم لم يغفل - منذ البداية - عن تنظيم علاقات المسلمين مع غير المسلمين في ديار الإسلام، خصوصاً العلاقات الإجتماعية التي هي موضوع هذا الكتاب الموسوم بـ (العلاقات الإجتماعية بين المسلمين وغير المسلمين في الشريعة الإسلامية).
ويقصد هنا بالعلاقات الإجتماعية هي: التي تشمل العلاقات الشخصية، والعلاقات الأسرية التي قد تنشأ بين المسلمين وغير المسلمين، وبغير المسلمين: جميعُ المواطنين المسالمين الذين يسكنون في بلاد الإسلام، ولا يدينون ولا يحملون عقيدته، سواء كانوا جماعات أو أفراداً.
وهناك أسباب عديدة دفعت الباحث إلى اختيار هذا الموضوع، وعرضه للدراسة والمعالجة، نذكر أهم تلك الأسباب فيما يأتي:
1- ندرة الكتب التي تطرقت إلى هذا الموضوع بالتفصيل، قديماً أو حديثاً.
2- إبراز الهدي الإسلامي الصحيح في معاملة المسلمين مع غير المسلمين في العلاقات الإجتماعية، وفي الوقت نفسه إبراز مزايا الدين الإسلامي وتفوقه على سائر الأديان والنظم الوضعية في ضمان الحياة الكريمة، والعيش الآمن المطمئن لأبناء البشر جميعاً، بغض النظر عن أديانهم وألوانهم وأجناسهم ومستوياتهم، وإبراز أن البشرية لا يمكن أن تعيش بأمن وسلام ووئام، إلا في ظل سيادة حكم الإسلام وعدله ورحمته.
3- الإجابة على تلك التساؤلات التي تطرح من قبل المسلمين بشكل مستمر حول ما يتعلق بالعلاقات الإجتماعية التي تنشأ بين المسلمين وغير المسلمين؛ بسبب ما تفرضه آصرة القرابة والمصاهرة والجوار، أو ما تقتضيه طبيعة العمل والوظيفة والإحتكاكات اليومية الأخرى. إقرأ المزيد