تاريخ النشر: 22/03/2011
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة الناشر:تبدأ الفلسفة الوجودية من الإنسان لا من الطبيعة، فهي فلسفة عن "الذات" أكثر منها فلسفة عن الموضوع، والذات عند الفيلسوف الوجودي ليست ذاتاً مفكرة فحسب، وإنما هي الذات التي تأخذ المبادرة في الفعل، وتكون مركزاً للشعور والوجدان، فما تحاول الوجودية التعبير عنه هو هذا المدى الكامل من الوجود، الذي يُعرف ...مباشرة وعلى نحو عيني في فعل التواجد نفسه.
إن الفلسفة الوجودية هي نتاج لإنسانية كل فيلسوف، فكل فيلسوف هو إنسان من لحم ودم يتوجه بالحديث إلى أناس من لحم ودم مثله، ولو تركناه بفعل ما يريد لتفلسف لا بعقله فقط، وإنما بإرادته ومشاعره.
ويرجع الفضل إلى "كيركجور" في نشأة فلسفة الوجود، ذلك لأنه وضع يده على حقيقة أن الإنسان وحده هو الذي يمكن أن يقال عنه إنه "عين وجوده"، ويخاطب "كيركجور" الإنسان قائلاً: لا تبحث عن الحقيقة خارج نفسك، إن الحقيقة لكي تكون جديرة بهذا الإسم لا بد أن تكون ذاتية، فعليك أن تفكر في ذاتك، وأن تصل إلى هذه الحقيقة لا في المقولات المجردة، وإنما في المعاني التي تحياها بالفعل.
كما نصل إلى أن الوجود عند "كيركجورد" هو الإختيار، وهو الصيرورة، وهو حياة الوحدة والتفرد، وهو الإنشغال بالذات، وهو الشعور بالخطيئة، ثم هو الوجود أمام الله، إنّ كل معنى من معاني الوجود هذه عند "كيركجورد"، تحتاج للفحص الدقيق، والدراسة النقدية الشاملة، وعلى ذلك وقع إختيارنا على موضوع "فلسفة الوجود عند كيركجورد".
ولمّا كانت فلسفة "كيركجورد"، تعبيراً خاصاً عن وجوده الخاص، وتجربته الذاتية العميقة، بمعنى أنه إستطاع أن يفلسف حياته، ويحيا فلسفته، لذلك آثرنا أن نفرد "الفصل الأول"، للعوامل التي كان لها تأثير في تحديد ملامح شخصيته، فتعرضنا في ذلك: لحياته، ونشأته، وقصة حبه اليائس؛ وكذلك تعرضنا للعوامل التي ساعدت على تطوره الفكري في مراحله المختلفة، حتى إنتهينا إلى تحديد موقفه من كلٍ من "سقراط" و"هيجل".
وبما أن موضوع البحث هو "فلسفة الوجود"، جعلنا "الفصل الثاني" يدور حول "إشكالية الوجود"، من خلال تحديد معنى الوجود في تاريخ الفلسفة حتى وصلنا إلى المعنى الذي حدده "كيركجورد"، ومن ثم الفلاسفة الوجوديون.
على هذا النحو، خصصنا الفصول من "الثالث إلى السادس"، للحديث عن التطور الجدلي للوجود، حتى يمكن تحديد مراحله المختلفة التي يمر بها من "جمالية"، و"أخلاقية"، و"دينية"، موضحين أن هذه المراحل ليست مدارج، ولا مجالات يستطيع من خلالها الموجود البشري أن يحقق ذاته، وإنما هي "مراحل" لا بد أن يمر بها حتى يصل إلى تحقيقه الوجود الأبدي. إقرأ المزيد