التعبير البيئي في فن ما بعد الحداثة
(0)    
المرتبة: 73,763
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:من المعروف أن الفن وعقب حقبه التاريخية الطويلة قد مر بتحولات مختلفة كثيرة على مر الأزمنة، قد أفرزت عن تغييرات وإزاحات في المفاهيم المتعلقة بالفكر والنقد والتقنية والموضوعات والأساليب والرؤى...
مما أدى إلى تغيير شكل البنية الجمالية للأشكال الغنية لكل حقبة زمنية، انسحب بأثره تغيير وإستبدال المعايير بما يلائم تلك ...الحقبة، ونميطة المبادئ المدرسية للإتجاهات الفنية خير شاهد على جملة هذه التحولات، وصولاً إلى عصر ما بعد الحداثة الذي شهد إزاحات هائلة في منظومة القيم عن المفاهيم السابقة، محاولاً التخلص من الحقائق الجوهرية الثابتة.
وقد شهد عصر ما بعد الحداثة ثورة في التقنيات والنظريات العلمية وإعادة النظر في الكثير من الأساليب والمناهج خاصة بعد الحرب العالمية الثانية بعد هجرة الكثير من الفنانين إلى أميركا كونها غير شديدة التمسك بذاتها وتقاليدها الخاصة بها مما مهد إلى قطع الصلة مع الماضي وبداية إرهاصات وثقافة ما بعد الحداثة في العالم الغربي كإنعكاس مجتمعي في نقطة الوعي، وعدم مقدرتها على مساندة الواقع بشروطه الجديدة إقتصادياً وسياسياً، وكانت البداية تتبنى مبادئ تقوم أساساً على هدم القيم وتبلور الخطاب الرافض للكلي وتكريس النسبي واليومي مقابل الحتمي والتاريخي.
إن التحول الحاسم الذي حدث في التاريخ البشرية من خلال ظهور العصر العلمي والتقني، والذي بلغ دورته الآن يرتبط نشوء هذا العصر بالإنفصال التدريجي الذي حدث بعد العصور الوسطى وبدايات العصور الحديثة على مشارف القرن الخامس عشر، وهو الإنفصال الذي تميز في أوروبا إقتصادياً ببداية نشوء الإقتصاد والرأسمالي، وإجتماعياً بنشأة البرجوازية ونشوء المدن الكبرى وبتبلور مكانة ووعي الفرد بذاته، وسياسياً بإنتقال المشروعية السياسية من المشروعية الدينية إلى المشروعية المؤسساتية وفلسفياً ببلورة العقلنة والنزعة الإنسانية ووصولاً إلى العصر الراهن الذي يسعى للتحرر من القيود الثابتة وخاصة في أواسط القرن العشرين حدثت في تلك الحقبة تحولات كثيرة وكبيرة على جميع المستويات والنظريات والمفاهيم مما ولد الكثير من المواضيع الغزيرة التي تكون موضع دراسة وبحث في مجال الفن ومنها موضوع ما بعد الحداثة، الذي وجد بعد خروج أوروبا منهكة من الحرب ودمارها وهجرة الفنانين إلى أميركا والشعور المتزايد بدور الفنان الهامشي مما جعله (أي الفن التشكيلي) يتوزع بين العبثية الرافضة للفن كما هو المشأن عند الدادائيين وأفكار حركة الفكوكس في أميركا، فضلاً عن حركات أخرى ارتبطت أيضاً بالأدب كالمفاهيمية والمفاهيمية الجديدة والحدوثية.
كانت نشأة ما بعد الحداثة من رحم النزعات المعارضة للحداثة، لتؤسس نفسها بوصفها جمالية في ذاتها، خلال مواكبتها مجتمع ما بعد الصناعة الذي يتسم بثروة معلوماتية هائلة، وتتصف شروطه بوفرة زاخرة بثقافة الصور والأساليب غير المترابطة، كما وإن من إفرازاته تغير التعبير البيئي الذي شكل موضوع هذه الدراسة التي تم التركيز فيها على حقبة ما بعد الحداثة وما تحمله في طياتها من تأثر بالسياق الفكري والفلسفي لفنون ما بعد الحداثة التي تصطنع بصبغة النظام الرأسمالي الغربي سياسياً وإقتصادياً وإنعكاسها وتفرده في تعبير بيئي جديد. إقرأ المزيد