بداية المعرفة منهجية جديدة في علم الكلام
(0)    
المرتبة: 50,809
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار المجتبى
نبذة نيل وفرات:علم الكلام علم يراد منه تطوير الفهم الإيماني للفرد المسلم والرقي به في إدراك مضمون عقيدته بتعميق إطلاعه على حدود المفاهيم الإعتقادية التي وردت في الكتاب والسنّة نحو ما يرجع إلى: الخالق، صفات الخالق، العدل الإلهي، القضاء والقدر، البداء، عصمة الأنبياء، إمامة الأئمة، الثواب والعقاب، وأمثال ذلك لتتسع آفاق ...معرفة المسلم ويزداد يقينه بصحة ما يحمله له الإسلام من مبادئ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن علم الكلام يهدف إلى نصرة العقيدة الإسلامية، والدفاع عن دين الإسلام، وحفظ إيمان المسلمين بمنع الشبهات من التطرق إلى أذهانهم، من هنا، فإن علم الكلام تحيل مرتبة عظيمة بين سائر العلوم، فهو رأس العلوم وأشرفها، إلا أنه وفي يومنا هذا هناك تصور في دراسات علم الكلام والدراسات العقائدية عن تلبية ما هو مطلوب منها، حيث توسعت أبواب المعارف، وارتدت كل معرفة تورث علم مستقل.
ويتمثل هذا القصور على صعيدين: الأول: الموضوعات: الثاني، المنهجية، أما على الصعيد الأول، فإختصار الكلام فيه، أن المطلوب من مادة العقيدة الإسلامية إعطاء موضوعات منحصرة في إطار الإلهيات بالمعنى الأخص، أي ما يرجع إلى الصانع وصفاته وأفعاله، لا غير.
ليبقى لهذه المادة مجالها المفتوح للإتساع في أفقها ودون خلطها بسائر المواد كالمنطق، والفلسفة، والآلهيات بالمعنى الأعم، والتفسير، والحديث، ومادة العقائد المقارنة بالعقائد اليونانية والغربية، وغيرها.
ولكن كتب الكلام القديمة، وكثيراً منها الحديثة، لم تراع هذا الخير الموضوعي؛ بل أدخلت موضوعات من تلك في هذه، فأحدثت نوع تشويش وخلط في أذهان الطالبين وسدّت الباب أمام التركيز الفكري على هذا المجال بعينيه، وأعاقته، وبالتالي عن التطور المرجو.
وأما على الصعيد الثاني، فيمكن تبين القصور فيه عدة جوانب، أبرزها الترتيب المنطقي للمباحث الذي ينبغي أن يبدأ بإثبات وجود الصانع ثم صفاته ثم أفعاله المتمثلة بإرسال الأنبياء وإقامة خلفائهم، ليؤدوا للناس تكاليفهم، ثم معاد الناس إليه تعالى للحساب.
هذه الأمور وغيرها دفعت المؤلف إلى وضع هذه المنهجية الجديدة في علم الكلام متقيداً بعدة أمور أهمها: 1-المراعاة في الكتابة أداء المطالب بالأسلوب الحديث للكتابة العربية، فهذا هو فرض الزمان، 2-أداء حدود الحقائق المطلوب تعريفها، بدقة، وبالمقدار المطلوب، 3-وضع مقدمات مفيدة لا بد لطالب العقائد من الإطلاع عليها، 4-إختيار الضروري من المباحث المطلوب معرفتها في هذه المرحلة، 5-بحث أشهر النظريات التي تم طرحها في هذا الكتاب، والإشارة في الهامش إلى الأخرى، 6-إدراج بحث العدل في مباحث الصفات العقلية، وبالتحديد الحكمة، وجعله أحد الفروع التي تترتب عليها، وإختيار من الفروع أهمها المناسب لهذه المرحلة، 7-فصل الدليل عن المدّعي، ليكون البحث أقرب للإدراك والإستيعاب، أضف إلى ذلك مراعاة التبويب والعنونة لرؤوس المطالب ليخرج الكتاب واضحاً سهل التناول. إقرأ المزيد