تاريخ النشر: 26/07/2010
الناشر: دار الفكر اللبناني
نبذة نيل وفرات:في مشهد يتداخل فيه الواقع مع الحلم يقدم لنا الأديب اللبناني "إيلي مارون خليل" رائعته الجديدة "مسافات ملتبسة".
في هذه الرواية يقترب "خليل" من المسكوت عنه داخل العائلة، أو المؤسسة الزوجية، يرصد من خلال تحركات أبطاله العالم الداخلي للمرأة من خلال علاقتها بالرجل، أو ربما هو رصد لمشاعرها ومواقفها إزاء ...ما يعترضها من صعوبات تعيشها.
المسافات التي يطرحها أديبنا امتازت بتعددية في الرؤى وزوايا النظر، الأمر الذي أغنى العمل الروائي وتعمق أكثر في فضاءاته ودلالاته ونقصد بها ظاهرة امتزاج صوت المؤلف بصوت ابطاله "ماريا"، "خالد" و"رمزي". وهنا نلحظ أن شاعرية اللغة قد طغت على الخطاب السردي مما زاد في رومانسية المشهد فبدا لنا أكثر حيوية وجمالاً. في هذا العما يبتعد الأديب عن التكرار ويقدم للقارئ نسيجاً درامياً- إنسانياً دخل فيه برفق في أعماق المرأة المضطربة عبر لغة الواقع التي مزجت بلون شاعري فجاء النص نسيجاً من عالمنا مختلطاُ في فضاءاته الزمانية والمكانية، وفي أصوات شخصياته. فكل شخصية في هذا العمل تتكلم عن نفسها وعن غيرها، فنرى "ماريا" تسرد لنا همومها الزوجية وأشواقها إلى الحبيب القريب البعيد، أما "خالد" زوجها فتراه يبوح بآماله؛ والعلاقة الغير شرعية التي أقامها مع زوجة صاحب العمل. وأخيراً نحن أمام العشيق الذي يدعى "رمزي". فهل يريد الروائي التأكيد من خلال هذا العمل الأدبي الإنسياق وراء العواطف دون رقابة للعقل وللحرمات طلباُ للسعادة، وهل الحب لا يأتي إلا من المحرمات..!
إن المسافات التي تطرق إليها الروائي تحمل الكثير من الازدواجية ما بين الواقع والحلم، بين الزوج والعشيق، يبحث فيها عن حب مستحيل لا يتلائم وواقعنا العربي، أو، ربما، هي رؤية أديب لظاهرة مجتمعية موجودة ولكنها تعيش في الظلام، فيكون الأديب قد سلط الأضواء على الممنوعات داخل العائلة، وهذا ما يحسب للرواية هو انشغالها بهذا الواقع بطريقة انطباعية وتأملية مستفيدة من تقنيات الرواية الحديثة في وصف الصراعات النفسية العميقة داخل الشخصية الإنسانية.
يقول رمزي: سامحيني! أحببتك!؟ بالتأكيد! وفوق ما يمكت التصوَر! لكن... أيبدو أني لم أعرف كيف أحبك؟ أيبدو أنك لم تفهمي طريقة حبي؟ غريب أمرنا... نحب بعضنا... ولا نتزوج... ببعضنا... خسرنا الفرصة الأكثر ندرةً! الأكثر إثارة! لو تزوجنا... أكان حبنا هذا قد انحرف؟ أكان قد استمر مشتعلاً، متجدداً، مجدداً، خصيباً، مخصباً، طاقة إيحائية لا نهائية التدفق؟ الكتاب احتمالات، الطمأنينة/ القلق احتمالات، الحبيبة احتمالات، ما إن... ". إقرأ المزيد