تاريخ النشر: 19/06/2010
الناشر: منشورات الجمل
نبذة نيل وفرات:"متشرداً في باريس ولندن" عمل أدبي يتراوح ما بين السيرة الذاتية والرواية يروي فيه "جورج أورويل" تجربة تشرده في لندن وباريس في الفترة الواقعة بين الحربين العالميتين حتى قيل عنه بأنه الكاتب العبقري لفترة ما بين الحربين. في هذه الرواية يصور لنا جورج أورويل باريس ولندن في الثلاثينيات من ...القرن المنصرم، ذلك العقد الفريد من تاريخ أوروبا حيث الكساد أو ما سمي بأزمة 1929 يشل إقتصاديات البلدان الرأسمالية وتسود البطالة وتدني مستويات الحياة إلى القاع، في مقابل إنتعاش الإيديولوجيات الفاشية جنباً إلى جنب مع الماركسية وبالضد منها، وحيث لاحت في الإفق ما ينذر بكارثة متوقعة.
يطل الروائي في عمله هذا على المجتمع الأوروبي بدءاً من باريس القاع، الوجه الآخر لباريس الحضارة، فيأخذنا بيسر إلى الشوارع الخلفية، القذرة، المقرفة، والمهملة، التي يسكنها رجال ونساء يعيشون في درجة حرجة من الإنحطاط الأخلاقي. وهؤلاء الذين عاش بينهم أورويل فاصلة من الزمن قد غدوا جزءاً من قصته أراد أن يصور البؤس الذي احتملوه؛ "البوؤس هو ما أشرع أكتب عنه، البؤس الذي اتصلت به للمرة الأولى في حياتي، في هذا الحي الفقير "وإسمه (حي الديك الذهبي) هناك حيث يخسر الإنسان إنسانيته، تحت طائلة الجوع والفاقة والمرض، ليصبح على حد تعبير الروائي" معدة فقط مع بضعة أعضاء ملحقة" ينغمس الإنسان فيها في التعطل والضجر واللهو المؤدي إلى العراك بالأيدي. والموت من غير أسف.
"متشرداً في باريس ولندن" هي أكثر من رواية هي واقع مأزوم لآلاف الضحايا – ضحايا رأسمالية متوحشة تزداد ثراءً على حساب المتشردين، الجميع فيها يعاني. فنانون وطلبة يصارعون لقمة العيش، عاهرات عاثرات الحظ، عاطلون عن العمل من كل صنف، إنها ضواحي باريس بعد خروجها من الحرب العالمية الأولى منتصرة، والتي ما زالت تسيطر مستعمراتها في بقية البلدان.
هذه الرواية تجسد آلام البشر تعيش تفاصيل الحياة لمدينة النور يستغرب فيها الروائي كيف أن مدينة مثل باريس يعيش فيها غاسلي الصحون في فندق باريسي راقٍ ساعات طويلة في مكان خانق وطيع ويمضون ساعات يقظتهم داخل جحور ساخنة.
إن أورويل يصرخ في وجه النظام السياسي والإجتماعي الذي يحمل الكثير من التناقضات لحالة لا يمكن أن يحتملها البشر. أراد أن يعبر عن برولتياريا مقهورة في ظل نظام رأسمالي إستغلالي، ولا عجب في ذلك فالرأسمالية من أولى أولوياتها الربح على حساب الإنسان. فالإنسان رقم فقط في هذه المعادلة وهو الخاسر دائماً. إقرأ المزيد