تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:يقدم الروائي "حسين سالم باصديق" رواية نسج خيوطها من واقع الحياة عنونها بـ"الإيجار على متن حسناء"، تعكس تفاصيل حياة أبطالها صوراً متعددة لتركيبات إنسانية أفرزتها تركيبة إجتماعية - تقليدية وسلطوية في آن معاً.
تدور أحداث الرواية في مجتمع قروي - زراعي وتقليدي، يتألف من الأب مقبل وزوجته آمنة وولدهما مسعد، ...والعمال الزراعيون المستأجرون.
تسود هذا المجتمع ظاهرة التسلط والخضوع والجهل "الجهل هو الوسيلة المشتركة بينهما وكلما كان الإنسان جاهلاً، ذكراً أو أنثى، كلما ازداد خضوعاً وإستكانة وإستسلاماً".
ومن خلال بناء الكاتب لتلك الشخصيات وفي سرده لمسارها وتنقلها وحركتها وما يعتريها من أحداث وإنفعالات وأحلام ينقل لنا مفهوم "السلطة الأبوية" في المجتمع الزراعي الذي تقوم تقاليده على خضوع الأبناء للآباء، والمرأة للرجل، في جميع القرارات التي تلامس حياتهم وخصوصياتهم، فالأب "مقبل" هو من سيختار عروساً لإبنه "مسعد" يقول مخاطباً إياه: "من متى كان لك أن تسأل من أين؟ مش حقك يا ولد... نحنا نختار لك وعليك تقبل... عادنا نحنا اللي بإنصرف. لك الزواج، والمنفعة لكل الأسرة يا ولدي كما هو المتبع في تقاليدنا. سامع"؛ وهنا ما على الشاب الصغير إلا الطاعة.
أما صورة المرأة في ذلك المجتمع فهي تعبر عن بنى ذهنية مقيدة بثقافة جاهزة سلفاً يتوارثها الأبناء من الآباء والأجداد وهكذا.
وهنا ينصح الأب ولده سعد: "كن رجلاً كالرجال القوامين على النساء.. لا تعطها كل سرك.. ولا تتركها يداخلها الشك فيك، ولا تسمح لها أن تعصي لك أمراً.. مطالب المرأة كثيرة فلا تحقق لها أكثر من نصف مطالبها وإلا فإنك ستحفر لك ولها قبراً وأنتما على قيد الحياة".
-تفاصيل متعددة ومحطات كثيرة تحتويها هذه الرواية، أضاء بها الكاتب على شرائح إجتماعية ما زالت موجودة في مجتمعاتنا العربية، عبَّر من خلالها عن ثقافة ذلك المجتمع فشبكهم في نسيج درامي - إنساني لا يستطيع أفراده المزوج من دائرته فهي محكمة الإغلاق فكانت رواية واقعية في عرضها ومضمونها المعبِّر عن واقع الحياة. إقرأ المزيد