تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:إذا ما تتبعنا المسار الحركي لجدلية التاريخ صعوداً وهبوطاً، نجد أنه على مر العصور والدهور حكمت البشرية رجالات كبار وقادة أشداء، ولكن منهم من يمر مرور الكرام، ومنهم من يترك بصمة لا تُمحى، فما بالك بمن ساهم في بناء دولة وشعباً ولم يبخل على وطنه شجاعة في القول والعمل ...إنه حاكم إدارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ الدكتور "سلطان بن محمد القاسمي" والذي خص شعبه بنفحات من تاريخ بلده وعائلته، فخطها في كتاب عنونه بــ "سرد الذات".
يقول: "كتبت هذا الكتاب لأوثق فيه تاريخ أهلي وبلدي، على مدى تسعة وعشرين عاماً، في أساليب من القول، بعد أن أزلت منه الغث أو ما اختلط به، وأسميته سرد الذات. فالسرد هو إجادة سياقة الحديث، أما الذات فهو ما يصلح لأن يُعْلم ويُخْبرَ عنه".
من هنا دأب الحاكم في كتابة لهذا السفر الجليل على عرض تاريخ بلده وعائلته الكريمة، وكل الرجالات الأشداء الأقوياء ذو العزم والشرف والجود والكرم، وكل من ساهم في بناء وصنع حضارة دولة الإمارات منذ نشأتها إلى يومنا هذا.
جاء الكتاب بمثابة سيرة ذاتية تتخلها محطات متعددة استوقف عندها الشيخ ليضيء للقارئ صفحات من تاريخ، وملحمة من نضال شعب بدأها منذ طفولته الأولى وهو ابن الخامسة من عمره، حين كانت الحرب العالمية الثانية قائمة، والقوات البريطانية وطائراتها الحربية تتواجد في المعسكر البريطاني التابع لمحطة طيران الشارقة.
من هنا ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية، أضاء الكاتب في هذه السيرة، ما خفي على العيان، فأراد أن سيتحضر التاريخ لينهل منه ملاحم النضال لسيرة وطن وأهل وأحبة رافقوه منذ طفولته فخصص الفصل الأول لأيام الطفولة، أما الثاني للشيخ سلطان بن صقر القاسمي، والثالث خصصه لنائب حاكم الشارقة يبين فيه النزاع من أجل الحكم حتى وصول الشيخ صقر بن سلطان القاسم إلى الحكم في الشارقة.
وجاء الفصل الرابع يبحث في تطور التعليم في الشارقة منذ العام 1951- 1956م. أما الفصل الخامس جاء بعنوان الحج، والفصل السادس يتحدث فيه عن العدوان الثلاثي على مصر، وجاء الفصل السابع ليروي فيه حوادث جرت في الشارقة ويأتي الفصل الثامن بعنوان رحلة إلى إيران، والفصل التاسع يكشف فيه عن خلايا لحزب البعث في الشارقة، وجاء الفصل العاشر بعنوان: المدرس بالمدرسة الصناعية في الشارقة يؤدي لنا فيه حادثة السفينة "دارا" وصولاً إلى الإستقالة من المدرسة الصناعية بالشارقة والرجوع إلى المدرسة.
وجاء الفصل الحادي عشر ليشرح لنا فيه عن المد القومي في الشارقة، أما الفصل الثاني عشر جاء بعنوان: الدراسة الجامعية (الجزء الأول) والتي تخللتها حرب يونيو 1967م وخصص الفصل الثالث عشر للدراسة الجامعية (الجزء الثاني)، أما الفصل الرابع عشر والأخير بعنوان: الوطن.
سيرة ذاتية ممتعة تروي قصة رجل من رجالات الدولة الكبار وحاكم صالح أحب وطنه وأهله بما يحمله من قيم ومبادئ قومية وعروبية، فجاء هذا الكتاب مادة غنية بمعلوماته ومحطاته المتعددة التي يجب أن يقرأها كل شاب وكل إمرأة وكل رجل ليتعرف على حضارة بلده وينهل منها ويعتز بها وبحاكمها، فالسرَّ وراء هذه المعادلة هو ما تحمله من سياسة رصينة وعادلة أتت بثمرها ونتائجها الإيجابية على شعبها وعلى أمتها العربية. إقرأ المزيد