تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن إبداع وتذوق الفنون من أبرز مكونات الحضارة الإنسانية ومن أظهر دلائل الوعي الإنساني. وعمليات الإبداع والتذوق الفني هي عمليات تتم في مستويات متعددة من الوعي الإنساني، أو بالإحرى في مناطق الذهن الواعي وفي مناطق اللاوعي أيضاً. ولذا فإن دارسة عملية الإبداع والتذوق هي في الحقيقة دراسة لعمليات الإدراك ...والتصور، والتفكير والتصرف عن الإنسان، فهي تتعلق بصميم الإنسان، ويحتاج إدراك هذه العمليات المعقدة إلى محاولة فهم الإنسان، الإنسان باعتباره كائناً مفكراً، والإنسان باعتباره شخصية مفردة والإنسان باعتباره مجتمعاً إنسانياً، ثم الإنسان كوحدة متكاملة؛ أي "الإنسان الإنساني" على حدّ تعبير توماس مان، وهو الإنسان الذي يتطلع إلى بلوغ أعلى مستويات وإلى فهم الكون وتفسيره وتغييره.
وهذا الكتاب يأتي في هذا الإطار، حيث يرصد المؤلف حركة الإبداع والتصور من خلال الوعي الإنساني وليجيب من خلال ذلك عن أسئلة تتردد في هذا الصدد وهي: لماذا يبدع الإنسان الفنون والآداب؟ ولماذا ينفعل بها ويحتاج إليها... وكيف؟.
وهدف المؤلف من وراء هذه الدراسة أي دراسة الإبداع الفني، هو دراسة الإنسان بجوانبه المتعددة، لتكون بمثابة محاولة للمساهمة في إلقاء الضوء على عناصر الفكر الإنساني، والتي هي ذات بال عند المبدع والناقد على حدّ سواء... وكذلك لكل من يرهف حواسه لتذوق الفنون، كما أنها تعطي عمقاً ونفاذاً لمن يتصدى لمخاطبة الجمهور، ولكل من يجعل قضية الوعي الإنساني ومكوناته وعلاقته بالآخرين وارتباطه بالكون بأكمله، قضية تشغل باله وتسمو بروحه فوق هموم الحياة اليومية وتفاهاتها. إقرأ المزيد