العنف من الطبيعة إلى الثقافة
(5)    
المرتبة: 164,572
تاريخ النشر: 01/12/2009
الناشر: النايا للدراسات والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:العنف في كل مجالات حياة الإنسان، لا تنفيه رغبة الكثرة من البشر في إنهائه والعيش بسلام، ولا حالة الوعي بأخطاره وبما جلبه على البشرية من مآسٍ، وجميع محدثي العنف يصنفونه في إطار صنع السلام، وإن هدفهم إشاعة الطمأنينة، ولا تنقصهم الدراية أن السلام والإطمئنان لا يجلبهما العنف.
العنف صانع للإمبراطوريات، ...كل إمبراطورية في التاريخ أعلنت تدشينها بالحروب وقهر الآخرين، وممارسة عنف غير مسبوق، والعنف يصنع الطغيان، فكل طغيان في التاريخ، من طغيان الرجل في بيته، مروراً بطغيان الأفكار والعقائد ورجالها، وصولاً إلى طغيان الحكام على شعوبهم، هو من صناعة العنف وأثر من آثاره وإعادة لإنتاجه.
هل كرست الحياة السلوك العنيف سبيلاً تسلكه البشرية للحصول على ما تريد؟ أليست هذه الحياة بكل ما شهدته من تجارب وخبرات جديرة بتخليق أساليب أكثر أماناً وطمأنينة تجعل البشر يصلون إلى غاياتهم دون عنف؟...
كل ما في الكوّن يشير إلى إمكانيات متوالدة، ووعود تقدم للإنسان بأنه يستطيع أن يحيا مع غيره بحرية وكرامة، وإن توظيف جهود البشر في إنتاج الخبرات التي ترضي حاجاتهم البيولوجية وترضي غرورهم وشهوتهم للتملك متوافرة بما لا يقبل الشك، وإن إمكانية أن يغير الإنسان من ظروف حياته فيجعلها أفضل، أيضاً إمكانية متوفرة دون اللجوء إلى العنف، مع ذلك ترى أن الأقوياء يرغبون في إنتزاع لقمتهم وما يريدون دون أن يعترضهم أو يحتج عليهم أو يحاول منعهم أحد، ويتوسلون أساليب القهر وإذلال الآخرين إذا كان ذلك مجدياً لهم، دون البحث عن ممكنات أخرى.
من خلال هذا الواقع جاءت فكرة هذا الكتاب، وهو ليس عملاً قطاعياً، بمعنى أنه لا يتناول قطاعاً من قطاعات العنف يدرسه من كل جوانبه وبالعمق الذي يستحقه، بل هو عمل أفقي الطابع، بمعنى أنه يجول على نواحي العنف وأشكاله وحقوله وأساليبه ونتائجه؛ يساهم في الجهود التي تجعل العنف ظاهرة تحت الضوء، تطهر بأوضح صورة وبأبشع صورة، علّ الصورة البشعة والواضحة تخلق شيئاً من الإشمئزاز، بالتالي تولد حراكاً لمناهضة أي شكل من أشكال العنف. إقرأ المزيد