لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

وطني صحراء كبرى

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 74,092

وطني صحراء كبرى
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
وطني صحراء كبرى
تاريخ النشر: 12/11/2009
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:يحسن أفلاطون بهم الظن إلى حد لم يجد معه حرجاً في أن يتوجهم على لسان سقراط بـ"الأنا الثانية"، ويسيء بهم تلميذه أرسطو الظن إلى حدّ لم يجد معه حرجاً في أن يصرخ فيهم بعبارته الذائعة الصيت: "أيها الأصدقاء، ليس في هذه الدنيا أصدقاء". أما أمام أهل التصوف سفيان ...بن عينيه فلم يجد حرجاً فينفيهم وينفي أشباههم عندما أوصى رجلاً جاء يستوصيه بعباره الأفكار الشهيرة: "أنكر من عرفت"، ثم إستبدل بها حلاً أقسى عندما قرر أم يهون على مستوصيه الذي صدمته قسوة العبارة الأولى فقال: "إختبر من الخلاف مئة، ثم منهم تسعاً وتسعين، وكن من الواحد في شك". أما قدماء العرب فقد إستهجنوا خرافة وجودهم كما لم يستهجنها أحد في كل ثقافات العالم القديم، عندما نصبوهم ركناً ثالثاُ في المستحيلات الثلاثة مثلهم في ذلك مثل العنقاء، وعلى رغم هذه الحملة التاريخية، فإن البشرية أخفقت في قمع الظمأ إلى الخلّ. بل أن حكماء كثيرين ظلوا على إيمانهم بوجود هذه العنقاء، أو فلنقل ظلوا على إيمانهم بضرورة هذه العنقاء، حتى لو كانت خرافة، إلى حدّ دفع فيه هذا اليقين أحدهم مرة بأن جعلهم شرطاً للسعادة الننوية، من حق بعضهم أن ينعت هذا اليقين بالغباء ما دامت التجربة الدنيوية قد نفته دوماً، ولكن بتأمل هذه الأحجية، نجد العذر لهذا الفريق من أهل الحكمة، عندما نكتشف (بالتأمل) أن الفوز بالخلّ الوفي حاجة، ليس حاجة تقليدية، ولكن حاجة ميتافيزيقية: مثله مثل الحاجة إلى وجود حياة أخرى وراء الحياة الجنيوية. أعني أنه ظمأ باطني قرين للظمأ إلى الخلود. فإذا آمنا بأن المخلوق البشري ما هو إلا حيوان إجتماعي، فإن نزوعه إلى الإلتئام بهذا النوع ليس إستجابة للسجية فحسب، ولكنه ضرب من غريزة خبيثة في النواة، شيفرة كامنة في الجينات. هذا الخواء إعتاد homo sapiens أن يشبعه بحميمة العلاقة في محيط ما سمي تالياً بالأسرة (سواء الأسرة التي أتت به إلى الوجود أو الأسرة التي أسسها هذا الإنسان، ليأتي بها هو إلى الوجود). ولكن هذه العلة سرعان ما تحولت حنيناً مميتاً لا يقارن إلا بالحنين إلى الله. حنين إلى ما أسماه أفلاطون "الأنا الثانية"، وهي محاولة باسلة (وبائسة في الوقت نفسه) للثورة ضد العزلة. محاولة بطولية (فاشلة بالطبع) للخروج من قمقم الإغتراب، بعد أن إكتشف المريد أن كل شيء في ساحة دنياه بهتان في بهتان: السلطة بهتان، والمجد بهتان، والحب، حتى الحب بهتان، لأن السعادة ليست في أن تنال، ولكن في أن نتخلى، في أن نتحرر، من هنا كانت ضرورة وجود الخلّ ناتجة عن الظمأ بسبب غياب الحرية، إختلاف أسطورة الصديق، إشباع للشهوة الروحية إلى الحقيقية. يغترب مبدأ "الأنا الثانية" بسبب سوء الفهم الناتج عن الجهل في التأويل. فالأنا الثانية هذه هوية لا وجود لها خارجاً، والبحث عنها في متاهة الخلق ضياع، لأنها الحرية التي لا تنالها بالخلوة الدينية بقدر ما تنالها الخلوة الروحية. ولهذا فإن الصداقة التي عبر عنها أفلاطون بإستعارة "الأنا الثانية" لا تتحقق إلا بتجربة أخرى عبر عنها القديس بإستعارة أخرى هي: "الميلاد الثاني" عندما قال في وصيته الرائعة" لا يدخل ملكوت الرب من لم يولد مرتين، فإذا كان الدخول في ملكوت الرب هو الحرية، فإن الخلّ المعبر عنه بلسان أفلاطون بـ"الأنا الثانية" إنما يتخفى فينا لا في العالم. وهو ما يعني أن خلاصنا لا يأتي من خارجنا، ولكنه فينا، وهو ما يمكن تلخيصه في وصية صغيرة تصلح تميمة: خِلّك نفسك! لماذا؟ لأن الوصية اللاتينية تقول: "لا تبحث عن شيء خارج نفسك". كم للأشياء حولنا فضل في إنبعاثنا. وكذلك الصحراء، ومن تناقضاتها وعبثية رمالها، ومن عمق سكونها، وهياج رياحها، إنطلق إبراهيم الكوني بفكره المبدع، يفلسف الكلمة بل الحرف والمعنى، ويجعلك مسكوناً بهواجس ومتماهياً مع تجليات تحلق بك بعيداً إلى عالم إشتاقت إليه نفسك إلى عالم إنعتاقها عن إسار الكلمات والمعاني في منظومتها النمطية، الأدبية، العلمية، الإجتماعية، التاريخية... لن تألو جهداً في إستشفاف معانيه، فكما في نصبه "الخلّ" تنتهي إلى حقيقة بألا تبحث عن الخلّ عن شيء خارج نفسك، فنفسك تسدّ تلك الحاجة الأبدية التي ما فتأت تبحث عنها. فبحثك إنما هو رحلة عذاب وراء حقيقة لأن الحقيقة، كما يقول الكوني في نص آخر في هذا الكتاب "الحقيقة لا ننالها إلا إذا دفعنا مقابلها ضرناً عميقاً". يمضي الكوني في نصوصه وترحل أنت معه ومعها وكأنك تعيش تجربة روحية ووجدانية فلسفية يغيب عنها الجسد، وتنتشي الروح بحضورها.

إقرأ المزيد
وطني صحراء كبرى
وطني صحراء كبرى
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 74,092

تاريخ النشر: 12/11/2009
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:يحسن أفلاطون بهم الظن إلى حد لم يجد معه حرجاً في أن يتوجهم على لسان سقراط بـ"الأنا الثانية"، ويسيء بهم تلميذه أرسطو الظن إلى حدّ لم يجد معه حرجاً في أن يصرخ فيهم بعبارته الذائعة الصيت: "أيها الأصدقاء، ليس في هذه الدنيا أصدقاء". أما أمام أهل التصوف سفيان ...بن عينيه فلم يجد حرجاً فينفيهم وينفي أشباههم عندما أوصى رجلاً جاء يستوصيه بعباره الأفكار الشهيرة: "أنكر من عرفت"، ثم إستبدل بها حلاً أقسى عندما قرر أم يهون على مستوصيه الذي صدمته قسوة العبارة الأولى فقال: "إختبر من الخلاف مئة، ثم منهم تسعاً وتسعين، وكن من الواحد في شك". أما قدماء العرب فقد إستهجنوا خرافة وجودهم كما لم يستهجنها أحد في كل ثقافات العالم القديم، عندما نصبوهم ركناً ثالثاُ في المستحيلات الثلاثة مثلهم في ذلك مثل العنقاء، وعلى رغم هذه الحملة التاريخية، فإن البشرية أخفقت في قمع الظمأ إلى الخلّ. بل أن حكماء كثيرين ظلوا على إيمانهم بوجود هذه العنقاء، أو فلنقل ظلوا على إيمانهم بضرورة هذه العنقاء، حتى لو كانت خرافة، إلى حدّ دفع فيه هذا اليقين أحدهم مرة بأن جعلهم شرطاً للسعادة الننوية، من حق بعضهم أن ينعت هذا اليقين بالغباء ما دامت التجربة الدنيوية قد نفته دوماً، ولكن بتأمل هذه الأحجية، نجد العذر لهذا الفريق من أهل الحكمة، عندما نكتشف (بالتأمل) أن الفوز بالخلّ الوفي حاجة، ليس حاجة تقليدية، ولكن حاجة ميتافيزيقية: مثله مثل الحاجة إلى وجود حياة أخرى وراء الحياة الجنيوية. أعني أنه ظمأ باطني قرين للظمأ إلى الخلود. فإذا آمنا بأن المخلوق البشري ما هو إلا حيوان إجتماعي، فإن نزوعه إلى الإلتئام بهذا النوع ليس إستجابة للسجية فحسب، ولكنه ضرب من غريزة خبيثة في النواة، شيفرة كامنة في الجينات. هذا الخواء إعتاد homo sapiens أن يشبعه بحميمة العلاقة في محيط ما سمي تالياً بالأسرة (سواء الأسرة التي أتت به إلى الوجود أو الأسرة التي أسسها هذا الإنسان، ليأتي بها هو إلى الوجود). ولكن هذه العلة سرعان ما تحولت حنيناً مميتاً لا يقارن إلا بالحنين إلى الله. حنين إلى ما أسماه أفلاطون "الأنا الثانية"، وهي محاولة باسلة (وبائسة في الوقت نفسه) للثورة ضد العزلة. محاولة بطولية (فاشلة بالطبع) للخروج من قمقم الإغتراب، بعد أن إكتشف المريد أن كل شيء في ساحة دنياه بهتان في بهتان: السلطة بهتان، والمجد بهتان، والحب، حتى الحب بهتان، لأن السعادة ليست في أن تنال، ولكن في أن نتخلى، في أن نتحرر، من هنا كانت ضرورة وجود الخلّ ناتجة عن الظمأ بسبب غياب الحرية، إختلاف أسطورة الصديق، إشباع للشهوة الروحية إلى الحقيقية. يغترب مبدأ "الأنا الثانية" بسبب سوء الفهم الناتج عن الجهل في التأويل. فالأنا الثانية هذه هوية لا وجود لها خارجاً، والبحث عنها في متاهة الخلق ضياع، لأنها الحرية التي لا تنالها بالخلوة الدينية بقدر ما تنالها الخلوة الروحية. ولهذا فإن الصداقة التي عبر عنها أفلاطون بإستعارة "الأنا الثانية" لا تتحقق إلا بتجربة أخرى عبر عنها القديس بإستعارة أخرى هي: "الميلاد الثاني" عندما قال في وصيته الرائعة" لا يدخل ملكوت الرب من لم يولد مرتين، فإذا كان الدخول في ملكوت الرب هو الحرية، فإن الخلّ المعبر عنه بلسان أفلاطون بـ"الأنا الثانية" إنما يتخفى فينا لا في العالم. وهو ما يعني أن خلاصنا لا يأتي من خارجنا، ولكنه فينا، وهو ما يمكن تلخيصه في وصية صغيرة تصلح تميمة: خِلّك نفسك! لماذا؟ لأن الوصية اللاتينية تقول: "لا تبحث عن شيء خارج نفسك". كم للأشياء حولنا فضل في إنبعاثنا. وكذلك الصحراء، ومن تناقضاتها وعبثية رمالها، ومن عمق سكونها، وهياج رياحها، إنطلق إبراهيم الكوني بفكره المبدع، يفلسف الكلمة بل الحرف والمعنى، ويجعلك مسكوناً بهواجس ومتماهياً مع تجليات تحلق بك بعيداً إلى عالم إشتاقت إليه نفسك إلى عالم إنعتاقها عن إسار الكلمات والمعاني في منظومتها النمطية، الأدبية، العلمية، الإجتماعية، التاريخية... لن تألو جهداً في إستشفاف معانيه، فكما في نصبه "الخلّ" تنتهي إلى حقيقة بألا تبحث عن الخلّ عن شيء خارج نفسك، فنفسك تسدّ تلك الحاجة الأبدية التي ما فتأت تبحث عنها. فبحثك إنما هو رحلة عذاب وراء حقيقة لأن الحقيقة، كما يقول الكوني في نص آخر في هذا الكتاب "الحقيقة لا ننالها إلا إذا دفعنا مقابلها ضرناً عميقاً". يمضي الكوني في نصوصه وترحل أنت معه ومعها وكأنك تعيش تجربة روحية ووجدانية فلسفية يغيب عنها الجسد، وتنتشي الروح بحضورها.

إقرأ المزيد
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
وطني صحراء كبرى

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 338
مجلدات: 1
ردمك: 9789953363501

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين