العالم الإسلامي وأوروبا من الحوار إلى التفاهم
تاريخ النشر: 01/12/2009
الناشر: المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق
نبذة نيل وفرات:إن التطورات العالمية المستجدة بعد 11أيلول، وخاصة الحرب على العراق، بنتائجها ومفاهيمها المختلفة، كان لها الأثر العميق على منطقة الشرق الأوسط وأزماتها المتمحورة حول القضية الفلسطينية وعلى العلاقة بين الشرق والغرب. وقد باتت المخاوف المتبادلة هي السائدة، ويجري التعبير عنها إما صراحة، كما في إعتماد مقولة صدام الحضارات لتفسير ...مناخ الحرب والعنف المهيمن، وإما في سياق أسئلة ونقاشات لا يبدو أنها تتجه إلى التفاهم، كما في النقاش حول " فرض الديمقراطية " بمفرداتها المتعددة وفي التقييم المتباين للأعمال المتطرفة، وفي الكلام عن " الغزو الثقافي الغربي للمجتمعات العربية " ويظهر ذلك أيضاً في مطابقة الإسلام بالأصولية واللاعقلانية والإرهاب أو في صورة الغرب على أنه " عدواني وغازٍ ومستعمر جديد ". إن أية لغة تتضمن مجالاً مشتركاً في القيم والمفاهيم تبدو في هذه الحالة مفقودة. بينما يمكن أن يشكل وجودها نقطة البداية لمناقشة وجهات النظر المسبقة المتبادلة، ومقاربة مختلف المفاهيم المتعلقة بالتحديات الإجتماعية والعالمية من هنا يأتي هذا المؤتمر تحت عنوان " العالم الإسلامي وأوروبا " من الحوار إلى التفاهم، وهو يمثل حواراً مباشراً جمع جهات فاعلة في المحتمعات الإسلامية والغربية، على أمل أن يساهم في تطوير النقاشات التي تطال قضايا إشكالية في علاقة المجتمعات الإسلامية والأوروبية، وأن تكون النقاشات بناءة ومثمرة. وهذا الحوار إنما هو تبادل لوجهات النظر بين أكاديميين ومثقفين من مختلف الأطياف الثقافية، لمناقشة ما يعتقدون أنه أوروبي أو إسلامي، أو يرون أنه مشترك وعالمي. وقد ركز المؤتمر في يومه الأول على إيضاح المصطلحات، ومعانيه القيم الأساسية مثل: حقوق الإنسان، الديمقراطية، " الإرهاب "، الإحتلال والمقاومة. مكرساً جهداً أساسياً، في هذا الصدد، لرفع مستوى وعي وحساسية إستعمال المصطلحات، وبالتالي، تطوير نوع من الإجماع للتوصل إلى لغة مشتركة. وفي يومه الثاني، ناقش المؤتمر إمكان ردم الهوة في تحليل الظواهر والإتجاهات، وأهم القضايا العالمية مثل " عسكرة العلاقات الدولية " وذلك في محاولة لتطبيق المصطلحات والمفاهيم كما تم تحديدها وتمت مناقشتها في اليوم الأول مع دراسة حالات محددة ( العراق وفلسطين ). وفي الوقت الذي يرى القائمون على هذا المؤتمر أن الحوار الناجح هو هدف بحد ذاته، فإنهم يطرحون إلى ما هو أكثر من توفير إمكانات التواصل بين مثقفين من مختلف الأصقاع، وهم يأملون وضع الأسس الأولية لإنشاء مجموعة لـ " حوار دائم " متاح لجميع، ليصبح متبادل الآراء ممكن ومستمراً على الأصعدة نفسها بالمستقبل. ومن هذا يأتي هذا الكتاب الذي يضم بين دفتيه نصوص ومداخلات هذا المؤتمر الذي جاء تحت عنوان " الحوار بين العالم الإسلامي وأوروبا " الذي عقد في بيروت تاريخ 17-18-19 شباط 2004، وقد إرتأى نشر وقائعه وأوراقه، كونها لا زالت صالحة، وربما أكثر من السابق، لرفد فكرة الحوار وإثراء جدول أعماله، بعد أن إختبر العالم ويلات الحروب، وفشل في قطف ثمارها. إقرأ المزيد