أرواح في العراء أنطلوجيا الشعر الكردي الحديث
(0)    
المرتبة: 347,193
تاريخ النشر: 13/12/2008
الناشر: ديوان المسار للترجمة والنشر
نبذة نيل وفرات:أن عمر الحداثة، الشعرية في الأدب الكردي يناهز عشرة عقود أو أقل منها بسنوات، سبقتها جمود شعراء النهضة التي أصبحت مدخلاً أولياً لولوج أبواب الحداثة.
ففي شعر النهضة تم التأكيد على قضايا ومواضيع تخص العصر دون التخلي عن الأساليب والأدوات التقليدية، منها، مثلاً التعويل على العمود الشعري والبنية العروضية ...الصارمة والأوزان الخاصة بالشعر العمودي وتفخيم دور البلاغة، فظهرت دعوات لجعل الشعر العمودي وسيلة لإبراز ما يستجد في الساحة والعصر. غير أن هذا يعدّ خللاً وتناقضاً ما بين ثنائية المبنى والمعنى، فليس صحيحاً أن يتخلف البنى عن تقدم المعنى وينفصل عن الرؤى، إذ لم تعد البنى التقليدية تستوعب المعاني والتوجهات والرؤى الحديثة، إلا أنه وفي مطلع القرن العشرين استجدت الأمور إلى حد ما على كافة الصعد، السياسية والإقتصادية والأدبية والثقافية والإجتماعية والفكرية، بالإضافة إلى الثقافة الغربية الوافدة هذا كله بالإضافة لإحتكاك الشعراء الأكراد ومثقفيهم احتكاكاً مباشراً بالأدباء الترك والثقافة التركية هذا كله ترك آثاره الواضحة والملموسة على الفواة الأولى للحداثة الكردية، ففي عشرينات القرن المنصرم أعلن عبد الله كوران من خلال نصوصه الحديثة وشيخ نوري شيخ صالح من خلال كتاباته التنظرية الداعية إلى جذب الإنتباه إلى الحديث، إنقلاباً على الأطر الشعرية التقليدية والأدوات المستهلكة والقيم التقليدية القديمة، فبدأ الشعر الكردي يقطع شوطاً جديداً، وضع عبد الله كوران حتى الوقت الحاضر.
من هنا فإن الكتاب إنما يمثل رحلة القصيرة الكردية... رحلة البحث عن المعنى عن الهوية والوجود، وبعبارة أخرى... البحث عن خارطة المكان الكردي المغتال... هذه الرحلة أدرك مقدماتها شعراء الجيل الأول... صانعوا الغنائيات الثورية أمثال نوري شيخ صالح وإبراهيم أحمد وفائق بيكس مروراً بدهشة الحداثة الأولى التي اجترحها الشاعر عبد الله كوران والتي واصل تجريبها الشاعر شيركو بيكس وما بعده من الشعراء الذين فتحوا مغامرة الجسد الشعري على إتجاهات وتحولات بإتجاه إستعادة المعنى والمدينة. ولا شك أن هذه المغامرة كانت هي صدمة الإنطولوجيا التي أعطت الأجيال الجديدة روحها حيث يكتب لطيف هلمت جذوتها المدهشة، وحيث تفتح الغابة حافتها لسارقي النار الجدد من شعراء المدينة والمنفى الذين أدركوا جوهر المغامرة ومنهم دلشاد عبد الله وجلال برزنجي وكريم وشتي وهاشم سراج ونجتيار غلي وأحمد الملا ودلاور قرداغي وصلاح شوان وكنرال أحمد وعبد الله طاهر ومهاباد قرداغي وآوات حس وغيرهم من الذين أصروا على مواصلة صناعة المثيولوجيا التي لا تخرج عن جنته الأرضية، إذ هي تمنحه مزاميره الساحرة وشهرة الكتابة المدهشة. إقرأ المزيد