الى العرب بيان للامة العربية عن حزب اللامركزية
(0)    
المرتبة: 42,643
تاريخ النشر: 12/10/2009
الناشر: الدار التقدمية
نبذة نيل وفرات:لكل مرحلة من مراحل التاريخ القديم والحديث رجالٌ أشداء، أحسوا بالمسؤولية فكانوا صوتاً للحق والحرية والاستقلال، والأمير "شكيب أرسلان" واحداً من هؤلاء.
يحتوي هذا الكتاب الذي هو من تحرير الدكتورة "سوسن النجار نصر"، على بيان صدر في عام (1332هـ - 1913م) خلال المؤتمر العربي الأول لممثلو الهيئات السياسية والاجتماعية المستقلة ...في السلطنة العثمانية ومن مصر وأوروبا والمهجر عَبر خلاله المجتمعون عن معارضة شديدة للسياسة التي تنتهجها السلطنة العثمانية تجاه الرعايا العرب، وطرحوا بدائل للإصلاحات السياسية اختصرت بمبدأ اللامركزية وتوج الاجتماع ببيان سمي "بيان للأمة العربية من حزب اللامركزية" كما صدر عن المؤتمر مجموعة مقررات أهمها:
"ضرورة تمتع المواطنين العرب في السلطنة العثمانية بحقوقهم السياسية والمشاركة في الإدارة المركزية اشتراكاً فعلياً. إن الإصلاحات في السلطنة واجبة وضرورية ويجب أن تنفّذ بوجه السرعة. ضرورة نشوء إدارة لامركزية في كل ولاية عربية، تنظر في حاجاتها وشؤونها الخاصة. تعريب الإدارة وتعريب التعليم في جميع الولايات العربية".
كان هذا نتيجة بداية انتشار أفكار النهضة على يد الإصلاحيين في القرن التاسع عشر فبرزت أفكار اختلطت فيها مفاهيم العروبة والإسلام ونظريات التمدن والحداثة واقتباس المفاهيم القادمة من أوروبا. ثم بدأ ينمو الشعور القومي ليأخذ مأخذاً استقلالياً انتهى بحروب وانفصال عن السلطنة بعد عام 1911م في خضم هذا الوضع كان الأمير "شكيب أرسلان" يخوض السياسة حيث قاد مغامرة مع مجاهدين من جبل لبنان وجبل الدروز وتوجه بهم إلى السواحل الليبية عبر مصر لمحاربة التدخل الإيطالي، ولمساندة مقاومة السيد السنوسي، كما ساهم الأمير رسمياً في حملات الإغاثة في حرب الروملي، كمبعوث من قبل الأستانة بعد عام 1912. أيضاً عمل على تأسيس جمعية إسلامية في المدينة المنورة لجمع شمل المسلمين في الجزيرة واليمن.
إن أهم ما يميز فكر الأمير "شكيب أرسلان" هو وحدة المسلمين ولو اختلفت اللغات والأصول، يقول: "بديهي أن اختلاف الأديان واللغات وافتراق الأصول والأجناس هما مما يُورث المناظرات والمنافسات، ويقف حائلاً دون الالتحام التام والالتئام الذي يكمل به النظام، وممّا يُوجِد الوحشة بين القلوب ويمنع أنسة الأجناس بعضها ببعض، فلذلك طرأ على عصبيّة الدولة العثمانية من الوهن وداخلها من الاسترسال ما تظهر لنا آثاره يوماً بعد يوم، وما، لو كان في مملكة أخرى، لا نحلّ نظامها وانتثر سلكها ودخلت في خبر كان منذ أزمان، ولكن الذي نشأ بمعنى آخر، في أجل الدولة العثمانية مع ما هي مصابة به من أمراض الداخل ومحاطة به من دسائس الخارج، هو كون مادتها الكبرى هي الإسلام، وأن المسلمين مهما افترقت أجناسهم وتباينت لهجاتهم يجمعهم الدين جمعاً لا يجمع أمة غيرهم اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم القائل: "ترى المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كالجسم الواحد إذا تألم منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
كتاب هام، يعبر عن مرحلة من مراحل التاريخ العربي في العهد العثماني، وبداية انتشار أفكار النهضة والحريات على الإصلاحيين العرب من خلال تنامي الشعور القومي المنادي بالانفصال والاستقلال عن السلطنة. إقرأ المزيد