فيروز شاه ؛ قصة ابن الملك ضاراب
(0)    
المرتبة: 32,593
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: المكتبة الثقافية
نبذة نيل وفرات:يقول الراوي: قال و انتشر خبر انتصار فيروز شاه في جزيرة الاسكندرية وقتله للمارد فيها واخراجه الجواهر منها حتى بلغ عين الحياة وطوران تخت.
وذلك أنّه كان بالقرب من القصر القائمين فيه قصر الوليد قد انزل فيه سيف الدولة ملك ملاطية عند دخولهم المدينة للحصار وبسبب هذا الدوار وقعت ...الألفة بين زوجة سيف الدولة وبين عين حياة وطوران تخت فصارت تأتي اليهما في كل يوم وتجتمع معهما على الطعام والمدام وقد اكتشفت على أسرارهما وساعدتهما عليها وقالت لها أنكما مصيبتان بحبكما مثل رجال فارس ولاسيما عين الحياة فإنها ان قبلتها بغيرن أحبته وهو فيروز شاه أو بدلته بغيرهقادت نفسها الى الذل والعار, فمثل هذا الرجل يحب ويعشق ويُغذى بلأرواح وهل كان حبيبها الشاه صالح تقدر أن تفتخر به أو تتباهى أو لا تسمع لوماً وتنديداً من العالم أجمع بأنه بعد أن صار لها أن تكون زوجة الملك كفيروز شاه ابن الملك ضاراب صاحب الأفعال الحميدة والحسن الفريد والخصال المحمودة والصيت البعيد تتركه وتقبل بالشاه صالح الناسل البليد.
وكل هذا كانتا قد أحبتاها وشاركتاها في الاجتماعات إلى أن كان ذلك اليوم جاء اليها زوجها سيف الدولة وأخبرها بكل ما كان من أمر الفرس وقال لها أن قلبي يميل لهؤلاء الأقوام لأنهم أبطال صناديد وأبطال أماجيد تخدمهم الأيام وترعاهم العناية، وفي صباح اليوم الثاني بعد ذهاب زوجها جاءت الى عين اليحاة وقلت لها ما سمعته عن حبيبها وقتله للمار وإخراج الكنز على وجهه ففرحت مزيد من الفرح وجعلت تصفق وتقول هكذا هكذا وإلا فلا وطلبت من طوران تخت أن تجعل لها ذاك النهار نهار حظ فتشربان خصوصاً على ذكر الأحباب وتنشدان الأشعار الغرامية لأجلها ويكون ذلك بحضور زوجة سيف الدولة فأجابتها الى عملها وأمرت متهرمانتها بإتمام طلبها.. [...] وهكذا يمضي الراوي في سرد حكاية فيروز شاه وعين الحياة ومامر بها من أحداث عبر الزمان وما آل اليه حالها.
بحيث بقيت قصة فيروز شاه تلك القصة التني تناقلتها الألسن، وحكاها الحاكون وتلاعب بها المتلاعبون، فمنهم من زاد في حوادثها ومنهم نقص في أهلها بما علق من فكره.
من هنا كان لابد من تهذيبها فجاءت في هذه الطبقة قصة فأبدع مايمكن أن يمثل تراثاً أدبياً تتناقله الأجيال جيلاً عن جيل، مدونة في دفاتر الصحف بعد أن محفوظة في صدور الرجال، وقد جاءت على أتم مايرام، مضبوطة الألفاظ، محكمة الأشعار، مضطردة الحديث، محكمه، يروق لسماعها بال كل انسان، فتوافق فئات أهل الآداب وغيرهم معنىً ولفظاً. وقد جاءت في لغة سردية بسيطة عباراتها، مفهومة معانيها وكلماتها، تضمنت من الأشعار أنفسها ومن أقوال اشهر رجال العالم أبدعها، دون تطويل ممل، ولا اختصار مخلّ، مما أسبغ على سرديتها السلاسة والحلاوة والطلاوة. إقرأ المزيد