حجاب النساء ؛ عرض تاريخي نفساني وانطلوجي
(0)    
المرتبة: 29,687
تاريخ النشر: 01/08/2010
الناشر: بترا للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:في العام 1979 أصبح آية الله الخميني مرشداً للثورة الإسلامية في إيران ورئيس البلاد غير المنازع، فأُلزمت النساء بارتداء "التشادور". وبعد أن كان الحجاب قد أُلغي في زمن الشاه كتعبير عن الحداثة وعن المساواة بين الجنسين، ألفت النساء أنفسهن، بين عشيّة وضحاها، ممنوعات من الخروج مكشوفات الرأس أو الجسد. واعتباراً ...من الثورة الإيرانية أصبح حجاب المسلمات الأصوليّات رمزاً للصراع مع الغرب الذي وُصف بالانحطاط، واعتُبر مَوئلا للتهتك الأخلاقي. وفي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي جَعلت جماعات أخرى من المسلمين الأصوليين حجابَ النساء واحداً من الموضوعات الأساسية ﻟ«سياستها» في البلدان ذات الغالبية المسلمة، كما عدّته العلامة المميّزة للهوية الإسلامية: ففي الجزائر مثلا استهلّت الجبهة الإسلامية للإنقاذ معركتها من أجل السلطة بهذه القضية. ولم يتوقف عمل المسلمين الأصوليّين عند حدود البلدان ذات الغالبية المسلمة، ففي العام 1989، وجدت فرنسا نفسها تغوص في جدال غريب حول موضوع علمانيّة الدولة وحجاب النساء الذي تفرضه جماعة أصوليّة من المسلمين؛ هذا الجدال، الذي اندلع إثر حضور تلميذات يرتدين الحجاب إلى مدرستهن العامة (الحكومية)، ورفْض مدير المدرسة، وبعض أساتذتها، السماح لهن بالدخول بحجابهن إلى قاعة الصفّ، قد أثار الكثير من الانفعالات، وبقي الموضوع لأسابيع عديدة يحتل الصفحات الأولى في الصحافة. وبلغ من جِدِّيته أنه قسم الطبقة السياسية في البلاد إلى معسكرين: معسكر المدافعين عن الاختلاف الثقافي، ومعسكر المدافعين عن علمانيّة المدرسة العامة وعن المساواة بين الجنسين؛ وهكذا أصبح غطاء الرأس رمزاً لمقاومة الاندماج. ثم عَرف هذا الجدال فترة من الهدوء، قبل أن يعود ليتأجّج من جديد في العام 1994 مثل جمر كامن تحت الرماد.
إضافة إلى فرنسا، أثار حجاب التلميذات في المدرسة نقاشات في بلجيكا وإنكلترا وهولندا أيضاً، ولكن بصورة أقلّ حدّة؛ فقد طُرحت المشكلة في تلك البلدان بطريقة مغايرة، لأن ارتداء غطاء الرأس في المدرسة كان مقبولاً هناك غالباً. وفي ألمانيا قَسَم الحجاب المدعو «إسلاميّاً» حركة الدفاع عن حقوق المرأة إلى قسمين: فقد نشرت صحيفة «إيما» Emma، أكثر الصحف النسوية قراءة، في عدد شهري تموز-يونيو/آب-أغسطس للعام 1993، ملفاً عن النساء المسلمات في ألمانيا هاجمت فيه، بقوة وعنف، ارتداء الحجاب، ولم تتوقف عن تناول هذا الموضوع بشكل دوري طوال سنوات التسعينات. وسرعان ما قام اليسار المتطرّف المناضل من أجل حماية الثقافات، يدعمه قسم من المدافعين عن حقوق المرأة، باتّهام الصحيفة بالعنصريّة؛ وجرى بين الطرفين جدال متلفز تعرضت فيه «إيما» إلى انتقادات لاذعة. وفي العام 1997-1998 دار في الصحافة الألمانية نقاش حادّ حول مدرّسة متدرّبة أرادت ارتداء الحجاب في المدرسة. إن الحميّة المرافقة للخطاب الذي لا يكفّ بعض المسلمين المتشدّدين عن تكراره كلازمة، قد تدفع المسلمين، وغير المسلمين، إلى الاعتقاد بأنّ الحجاب يرتبط ارتباطاً جوهريّاً بالثقافة الإسلاميّة؛ لذا رأيت أنّه من الأهمية بمكان أن أسعى إلى معرفة ما إذا كان في هذا الأمر شيء من الحقيقة. إقرأ المزيد