الأوتاد ؛ قراءة في أثر الحرية وأخواتها على التنمية
(0)    
المرتبة: 93,688
تاريخ النشر: 01/09/2009
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:"أصبحت التنمية ضرورة حضارية ملزمة على أي مجتمع، فالمسألة ليست اختياراً بمقدار ما هي واجب"، لذا اختار الكاتب المتخصص في السياسة والاقتصاد وفي مجال الدراسات الاستراتيجية، لبحثه هذا، مواضيع الحرية والديمقراطية والثقافة "لمحاولة تأصيلها كأهم الأوتاد التي يقوم عليها بناء أي تنمية" والتي تعتبر الأسس الثلاث التي يقوم عليها ...بناء الدول وتقدم الشعوب".
تبدأ الدراسة بفصل "جناية الحرية على التنمية"، فالإنسان الذي سلبت حريته وإرادته لا يمكنه أن يستجيب لمتطلبات التنمية، وإن "أحد أخطر أسباب تخلف أي أمة هو مصادرة إرادة الإنسان، وكبت حريته المشروعة"، فيبحث في مفهوم الحرية ومساره، ويبرهن على "محورية الحرية في الإسلام" في استشهادات من آيات القرآن الكريم، وفي تطور هذا المفهوم بعد إعلان حقوق الإنسان، بأن "لا إكراه للفرد في اختياراته ما لم يمنعه في ذلك القانون"، ويربط بينه وبين مفهوم التنمية إذ تبرز الحرية "كفكرة جوهرية ومركزية في عملية التنمية الإنسانية"، إذ أن "أي تنمية بحاجة إلى الحرية وبشكل أساسي، وبالذات حرية الفكر والتي تتطلب أن يُحرر العقل، ويفسح أمامه المجال واسعاً لينطلق.."، فالحرية هي "صانعة المستقبل"، تحرر الفرد والمجتمع من الارتهان للماضي.
تتعطش التنمية أيضاً للديمقراطية بما "هي تلك الحزمة الشاملة لعناصر حية من الحقوق التي يستحقها أي مواطن"، والتي تتمثل بإرساء تطبيقات عديدة مختلفة ومنها الحرية والمساواة والتسامح والحوار وقبول الآخر، و"في نظام انتخابي سليم، يضمن للفرد المشاركة في صنع القرار ومراقبته"، فالكلام إذاً عن "تنمية بلا ديمقراطية أشبه بسكب الماء العذب على رمال البحر"، ويتخذ المحلل أمثلة وتجارب من العالم لإثبات هذا الكلام.
الربط بين الثقافة والتنمية وطرح التساؤلات حول الغاية والوسائل، يقدّمها الكاتب في الفصل الثالث الذي يؤكد أن "الإنسان لكي يساهم في تنمية مجتمعه بالمفهوم الأوسع لهذه المشاركة، يحتاج إلى شيء من الثقافة" التي باتت ضرورة تنموية في المجتمعات المتحضرة، والتي من المفروض أن تلعب الدولة دوراً هاماً في تطويرها وأن يعين التعليم على حضنها وإرسائها.
في الفصل الأخير "الوطن والمواطنة"، يجد القارئ العديد من التأملات والخلاصات الهامة التي توصلت إليها الدراسة، ومنها أنه "لا يمكن أن توجد مصلحة خاصة بمعنى حقيقي تتناقض مع الصالح العام"، وإن توهم عكس ذلك ينمّ عن جهل وقصر نظر، وإن المواطنة "هي العروة الوثقى التي تربط الإنسان بوطنه.."، وهي "شعور كل مواطن بأنه معنيّ بخدمة وطنه، والعمل على تنميته والرفع من شأنه.."، وإن المجتمعات التي تتغافل أو تغفل عن الاهتمام بهذه القضايا الهامة "ستجد نفسها أمام خطر التلاشي والذوبان". إقرأ المزيد