تاريخ النشر: 06/08/2009
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:هكذا نحن هنا: في قلب الحب، وليست خيالات أبو حلمي ووردة والخوري يوسف وجميل ومخول (في القصة) إلا ركائز من الخيال الروائي (على بعض واقعيتها) بلوعاً إلى المقولة التي ستنطبق على آمال: "من آمن بالحجر يبرأ".
وحول هذا النسج القصصي، مرر الكاتب نفسه الإيماني بتجرد عن كل ما هو مادي، ...وعلاقة الإنسان بربه، وعلاقة الإنسان بالحجر (فن النحت: منحوتات وتماثيل وأنصاباً)، ومرر لمحات من حياة النساك والقديسين ومقاومتهم العذاب وإصرارهم على التوحد، تعريجاً على أوديسة الهجرة اللبنانية: صغراها (النزوح إلى المدينة) وكبراها (السفر إلى ما وراء البحر، والعودة بالشغف من المغترب البعيد، كعودة أبي حلمي من نيويورك بعد غيابه فيها عشرين عاماً)، ومرر عادات وتقاليد من الضيعة اللبنانية (الحب الخفر، الزواج المحرم، الخطيفة، غضب الأهل، مقاطعتهم الزوجين، ثم الرضا)، ومرر مناخ دير ما أنطونيوس قزحيا في ذاك الوادي الرهيب التقى: وادي قنوبين، وادي قاديشا، وادي القديسين الذي قضى جبران طوال حياته في نيويورك عشرين عاماً يحلم بالعودة إليه كي تهنأ برؤيته عيناه لكنه عاد إليه إنما... مطفأ النور في العينين.
جميع هذه الملامح تمر في هذه القصة الهانئة البسيطة السلسة، شهق بها قلم إبراهيم كوكباني كأنما لا للقصة بل لخلفيتها، كأنما لا لشخصياتها بل لمغزاها، كأنما لا للسرد بل لبلوغ أ، "آمن بالحجر تبرأ". هكذا كانت زيارة آمال (بجنينها) مع خالتها مريم (بإيمانها) غلى دير مار أنطونيوس قزحيا، واقتبال آمال السلسال الحديدي الهائل محكماً حول رقبتها وفي أطرافها، ثم انفكاكه عنها عند الصباح، واستفاقتها من حلم رافقها فيه ملاك باللباس الأبيض أخرج منها الأرواح الشريرة، وشفاها من حالتها المرضية الوسواسية المستعصية التي عجز عنها الطب، ولم يكن ممكناً شفاؤها منها إلا بالأعجوبة (بوحدها الأعجوبة التي تتخطى الطب وتتجاوز كل منطق علمي)، ثم إتمام آمال أشهر حملها ووضعها طفلها البكر وتسميته أنطونيوس على اسم القديس الذي شفاها،... كل ذلك تدرج سلسلة إبراهيم كوكباني بدقة التفصيل وتمامية الإيمان الطقسي، حتى بلغ ما أراد أن يرمي إليه: "آمن بالحجر تبرأ".نبذة الناشر:عن الإيمان يكتُب، وليس للكتابة عن الإيمان شكلٌ مهيَّأٌ أو معلَّب.
في الإيمان يكتب، وليس للكتابة في الإيمان أسلوبٌ مُسبَق.
اختار أن يسرُد. روائياً يسرّد. قصصياً يسرّد. وليس في سرده خطٌّ اتّباعيَ، كأنما من نسيج الإيمان الإبداعُ الدائم لا الإتّباع الهائم.
وليس من حرَجٍ في هَيَمانه على فضاء السرد، فليس التشدّد في الأصول ما ينقصه، هو الآتي إلى هنا من صميم الأكاديمية ومن قلْب العلم، هو العارف بدقائق العلْم، هو الغائصُ على قراءة الآثار الدارسة والمستَخلصُ أصداء الأمس ساكبَها في أصوات اليوم. إقرأ المزيد