ديوان عيون عليا قصائد وأغاني مسلسل عيون عليا
تاريخ النشر: 24/07/2009
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:قلباهما ملؤهما الحب، فهما الصورة الأمثل والأنقى للعشق، وهما الوهد الذي يتجاوز حرائق الصحراء، والخفقان الذي يتجاوز إضطرابها.
هو.. عناد.. فارس قومه وصاحب الإباء والشجاعة والمروءة، وكأنه جمع بشخصيته ما جمعت الرجال من رجولة...
وهي... عليا... الرائعة الجمال التي لا تشاكلها فيه واحدة من النساء في قومها، ولا يقارب حسنها حسن ...امرأة في هذه البادية، إضافة إلى المكانة الإجتماعية العالية التي تحوزها... فعليا ابنة شيخ القبيلة، وشقيقة صاحب السطوة والبأس... متعب الذي يُهاب مهابة لا تضارع.
لذا.... علينا مطمع الشيوخ والفرسان والذين يتصدرون أقوامهم، إذ طُلبت يدها على الدوام من قبل أولئك، لتصدهم بدورها ليبقى قلبها ميدان حب لعناد وعينها مسرح هواة.
يعقد عناد العزم على خطبة عليا، ويرسل الجاهة التي لم تشهد العرب لها مثيلاً برئاسة شيخ قبيلته وإلى جانبه كبار الشيوخ والوجهاء، وكل من لا يرد خائباً في محيطه.
إزاء كل هذا، ليس بمقدور متعب رد هذه الجاهة خائبة... فهذا إحراج ما بعده إحراج، فعمد إلى حيلة، إذ طلب مهلة للإجابة عن طلبهم، ليهرب مع إنسدال الليل بشقيقته لاجئاً إلى شيخ قبيلة بعيدة، يغتنم الفرصة بدوره ليطلب يد عليا، ويجيب متعب طلبه، موافقاً على زواج أخته بذلك الشيخ، وبهذا يكون قد منع عناد من الإقتران بها.
يمضي الزمن، وتتوالى الأحداث، فتتعرض القبيلة التي يتزعمها زوج عليا للغزو، ويقتل الكثير منهم، تسير عليا بين القتلى بثيابها الحمر على مرأى من نساء العشيرة الثكلى، ما أغضبهن أشد الغضب، وملأن قلوبهن كرهاً تجاهها، يعقب ذلك غزو عناد للعشيرة ليغنم بدوره من الجمال والحلال، ويأسر ما يأسر من الرجال.
ووسط هذه المعمعة من الهزيمة والعويل والصراخ، تخرج عليا كعادتها بالثياب الحمر إياها، وتعنف النساء قائلة: "لو إنهن أنجبن رجالاً مثل عناد، لما حصل ما حصل".
هذا القول أغضب زوجها الشيخ، فتجرأ عليها وضربها، وأرسل فرسانه للإقتصاص من عناد على ما اوقعهم فيه من إذلال ومهانة، إلا أن كمين عناد للفرسان كان محكماً، فوقعوا ضحية بدورهم، وساقهم عناد أسرى جميعاً.
الاسرى بإنتظار القتل... وعناد المنتصر بين رجاله يسألهم منحه هؤلاء الأسرى والركائب والغنائم وكل ما تم كسبه، فيجاب إلى ذلك بأن له ما أراد، هنا... يعلن إطلاقه الأسرى والمكاسب والغنائم كلها لأجل حب لم يزل يشعل فؤاده... لأجل حبيبة لم تشبهها واحدة من النساء... "لأجل عيون عليا".
الأسى يملأ قلوب العائدين من الأسر مع الغنائم والإبل المعادة، فلم يتجرأ على إنقاذهم أحد من قبيلتهم... يهتف أحد الفرسان الغاضبين من الشيخ والحانقين عليه أشد الحنق: (ليس شجاعة ولا حمية ربعنا فكتنا من الأسر.. إنما "عيون عليا").
إعلان كهذا زعزع كيان الشيخ رأساً على عقب، فاستشاط غضباً، وفي أوج إنفعاله دخل على عليا قائلاً: "خذي ما أردت، ومن ترغبين في المرافقة واذهبي إلى أهلك... أنت طالق"... فأجبته إنها لا تريد شيئاً ولا وتريد مرافقة أحد، وذهبت منفردة متجهة إلى أرض المعركة، حيث نصب عناد كمينه للفرسان، ومكثت في "خربوش" أحد الرجال الذي ذهب بدوره إلى عناد ليخبره بعودتها.
عناد هنا، لم يصدق الخبر المتوهج بالفرح، وعلى جناح السرعة يركب حصانه يسابق الريح بإتجاه الحبيبة... عليا التي ما لبثت عند رؤيته قادماً إلا ملاقاته مسرعة، وحين التقيا كان نواش يراقبهما خلف صخرة من على الجبل القريب، وفي أوج لقائهما العامر بالمحبة والمكون لحظتها بالجميلة، وبنهاية تراجيدية يطلق نواش النار بإتجاهما لتقع عليا قتيلة، وأمام سقوطها وإندهاش عناد، يطلق نواش الرصاص ليردي عناد قتيلاً إلى جانب حبيبته!!!. إقرأ المزيد