تاريخ النشر: 01/07/2009
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، مسعى للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يتضمن هذا الكتاب، أربعة قصص للروائي الكويتي المولود في العراق وصاحب المؤلفات العديدة في مجال كتابة القصة والمسرحيات والرواية والدراسات الأدبية، والذي يعتبر "المؤسس الحقيقي لفن الرواية في الكويت".
بأسلوب سلس يدعو إلى الاسترسال في قراءة ممتعة، وبلغة جميلة وتعبير بليغ، وبطريقته المميزة بإبراز المعاني بكلمات موجزة كأنها عناوين مركّزة ...تتخلل النص السردي، يروي القاص أربعة قصص متنوعة المواضيع.
في القصة الأولى "وعي مغاير"، ومن خلال طبيعة العلاقات الثنائية المتقاطعة بين الشخصيات المتمثلة بـ: الطفلان التوأم فاطمة وعبيدان، والكبار الأم والأب، وروز الخادمة، ومن خلال مشاهد يومية منتقاة تبدو بسيطة، وحوارت منزلية متنوعة تبدو عادية، يقدّم الكاتب بمنظاره المكبّر والواضح والموجز، كل المظاهر المتعلقة بمفاهيم التربية البيتية التقليدية، وبالأخوة والتفريق بين الولد والبنت: "الولد لا يعيبه منظره.."، "أما البنت فمن الضروري أن تكون جميلة"، وبالأبوة، والأمومة، وبعلاقة الأطفال بالخدم، والتي بحكم طبيعتها تتحول في ظل غياب الأهل، إلى علاقة حميمة بديلة عن العلاقات العائلية، كما يبرز الصور التي تعكس معاني الطفولة وعالم الصغار الذين يشكلون "قيمة مهدورة!!"، في مواجهة عالم الكبار الذين "يمتلكون قوة بدنية خارقة"، لكنهم عاجزون عن الفهم، فـ"الكبار..فهم قاصر", وبين هذين العالمين فإن "المشاكل لا تأتي بتخطيط مسبق".
في قصة "بوغريب.. مع التحية"، وكما يبرز العنوان، "تنبعث الذكريات بطعم حنين ملتبس، يراوح ما بين المعايشة وإحساس باهت بالمهانة"، ليروي الكاتب تجربته في هذا السجن الذي هو أقرب إلى "مدينة صغيرة" تحتوي كل ما يلزم من "المنشآت الإدارية والأمنية والتموينية"، لاستمرار وبقاء عنابر النزلاء الذين يزجون فيها لتـ"تجاور الأجساد لدرجة التماس". يتعرّف هناك إلى "آدم"، فيشكلان "ثنائيا متلازماً" يجد متعته "في تبادل الحديث وتداول الهموم والتواريخ الشخصية"، فـ"ما الذي يجمع ما بين كويتي من أقصى الجزيرة العربية إلى تشادي من مجاهل إفريقيا؟!"، سوى سجن بو غريب.
"ما لا يراه نائم"، هو عنوان القصة التي تتخذ شكل خمس مشهديات رمزية مشّفرة من الكتابة المتخيلة والصور الخيالية التي تقترب من تدوين مشاهد الأحلام، بعدم تماسك عناصرها وانعدام واقعيتها، وبما قد يكون لها من أهمية كبيرة في منابت اللاوعي، وفي التفسير النفسي الذي يرجعها إلى المكبوتات والهواجس التي هي بالمقابل شديدة الواقعية.
في قصة "سبّة"، ينتقل القارئ بين القذائف والتفجيرات، إلى شارع الحمراء في بيروت خلال الحرب، ليرافق بائع العلكة في تنقلاته ويتعاطف مع حالته ووضعه، فهو الذي نتيجة ضآلة جسمه ينعته صاحبه سليمان المسيحي الطائفة والذي يبيع سجائر المارلبورو، بـ"الطفل". يغضبه هذا النعت فتهدئه أمه قائلة: "أن تكون طفلاً ..ليس سُبّة"، لكنها "لا تدري عمّا يعانيه من إذلال يومي"، فسليمان ورفاقه يهتّونه دائماً بقولهم: "أنت طفل..أنت يتيم!" بل يتجاوزون ذلك مرددين باستهانة واضحة: "أنت فلسطيني!"..نبذة الناشر:"ما عن على بالي البتة -وأنا الذي أطل من مكان متشرف ليس بالعالي ولا بالمنخفض-أن أرى صاحبي ذاك وسط احتشاد بشري هائل العدد، يدافع بعضه بعضاً بالأكتاف والمناكب نحو شتى الاتجاهات، خلل ظرف غير مسبوق بدا جللاً.
"كيف؟!" دهشتي يشوبها ذهولي: "ما الذي جاء بصاحبي وسط هؤلاء؟!"
كنت جاهلاً بما يدور تماماً، وكان الوقت غرائبياً.. لا يمت إلى ما هو نهاري بصلة، ولا إلى ما هو ليلي.
كنا نعيش حالة زمن أسطوري، يتشرب إضاءة رمادية باهتة. لحظتها تساءلت بيني وبيني: "أين نحن من البرزخ؟!"
لحظتها -أيضاً- حددت بصري من مكاني حيث أعلو، صوب صاحبي حيث ينغمر، هادفاً لأن أراه جلياً". إقرأ المزيد