شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية ( شاموا )
(0)    
المرتبة: 38,047
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:الإمام النووي هو الإمام الحافظ الفقيه المحدث يحيى بن شرف الدين بن مرّي بن حسن الحزاجي الحوراني النووي الشافعي، أبو زكريا، محيي الدين، ومحيي الدين هو لقب الإمام النووي، وكان يكره أن يلقّب به تواضعاً لله تعالى، ولأن الدين حيٌّ ثابت دائم غير محتاج إلى من يحييه حتى يكون ...حجة قائمة على من أهمله أو نبذه، قال اللخمي: وصح عنه أنه قال: لا أجعل في حلّ من لقبني محيي الدين، ولد في نوى سنة 631هـ وترعرع فيها، وأخذ يتردد على أهل الفضل يستشيرهم في أموره تاركاً اللهو واللعب، وحفظ القرآن الكريم، وفي السنة التاسعة عشرة من عمره قدم به والده إلى دمشق لطلب العلم، فأقام في المدرسة الرواحية قرب الجامع الأموي بدمشق وذلك سنة 649هـ، فحفظ "التنبيه" في أربعة أشهر ونصف، وقرأ "المهذب" للشيرازي في باقي السنة على شيخه الكمال اسحق بن أحمد بن عثمان المغربي المقدسي، وهو أول شيوخه في الفقه، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على مشايخه شرحاً وتصفيحاً، وقد خطر له الإشتغال بالطب، وهمّ به، غير أن الله تعالى صرفه عنه.
تولى التدريس بدار الحديث بالأشرفية بدمشق عام 665هـ، وأقام فيها، غير أنه امتنع عن أخذ أي شيء من معلومها الوافر حتى توفي سنة 676هـ.
كان الإمام النووي عالماً زاهداً تقيّاً ورعاً، لا يصرف ساعة في غير طاعة الله تعالى، كثير السهر في العبادة والتصنيف، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، يواجه الملوك ضمن ذويهم، ومنها على سبيل المثال الحادثة التي حصلت له مع الظاهر بيبرس، وهي: عندما دعاه الملك الظاهر ليوقع له فتوى فيها ظلم فادح، مخضر، فإذا به شيخ هزيل الجسم، مرقع الثياب، ليضع عمّة صغيرة، فاستصغره، واستخفّ به، وقال: يا شيخ: اكتب خطك على هذه الفتوى، فنظر فيها الإمام النووي، وقال: لا أكتب ولا أوقع، فقال الملك بغضب: ولِمَ؟ قال الشيخ: لأن فيها الظلم الفادح، فاشتدّ غضب الملك، وقال اخلعوه من جميع وظائفه، فقالوا: ليس له من شيء، ثم همّ أن يفتك به، ولكن الله تعالى منعه وكفّ يده، وقيل للملك: عجباً أمرك! كيف لم تقتله وقد وقف منك هذا الموقف؟ فقال: قدوا لله هبته.
هكذا كانت أخلاق وصفات الإمام النووي، لقد ألقى الله تعالى محبته في قلوب الناس جميعاً، وهذا فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء من عباده الصالحين، ترك الإمام النووي تصانيف كثيرة في مختلف العلوم منها: "شرح صحيح مسلم" و"الإرشاد" و"التقريب والتيسير في معرفة سنن البشير النذير" و"تهذيب الأسماء واللغات" و"التبيان في آداب حملة القرآن" و"منهاج الطالبين" و"بستان العارفين" و"خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام" و"روضة الطالبين وعمدة المفتين" وهو من أكبر المراجع في فروع مذهب الإمام الشافعي، و"شرح المهذب" و"رياض الصالحين" و"حلية الأبرار وشعار الأخبار في تلخيص الدعوات والأذكار".
توفي الإمام النووي في بلدته نوى سنة 676هـ ودفن بها، وكان لنبأ وفاته وقع أليم على دمشق وأهلها، وبالعودة فإن مؤلفاته لا زالت إلى اليوم مقصد الطلاب والباحثين وأهل الفقه وأهل العلم، والأهم أن كتابه هذا "الأربعين النووية" لا يكاد يخلو منه بيت من بيوت المسلمين، فهو المرجع الذي يستنيرون بأحاديثه في أمور دينهم ودنياهم أبداً، يقول في المقدمة... ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في القروع وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخُطَب، وكلها مقاصدُ صالحة رضي الله عن قاصديها.
وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كلِّهِ، وهي أربعين حديثاً مشتملةً على جميع ذلك، وكلّ حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بأنه مدار الإسلام عليه، أو هو يصف الإسلام، أو ثُلُثُهُ أو نحو ذلك، ثم التزم في هذه (الأربعين) أن تكون صحيحة، ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم، وأذكرها محذوفة الأسانيد، ليسهل حفظها، ويعمّ الإنتفاع بها إن شاء الله تعالى، ثم أُتْبُعها بباب في ضبط خفِيٍّ ألفاظها، وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث، لما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره...
ونظراً لأهمية هذه الأربعين النووية، فقد تناولها العلماء بالشرح فأبدعوا من هؤلاء ابن دقيق العيد صاحب هذا الشرح، وهو محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري، الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين ابن الشيخ القدوة العالم مجد الدين المنفلوطي المصري، ابن دقيق العيد ولد سنة 625هـ تفقه على والده الذي كان مالكي المذهب ثم تفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام.
صنف التصانيف المشهورة، وكان من العبادة والورع بمحل لا يدرك، ذكره الذهبي في معجمه، وقال: "قاضي القضاة بالديار المصرية، وشيخها وعالمها، الإمام العلاّمة، الحافظ الورع القدوة، شيخ العصر، كان علّاماً في المذهبين، عارفاً بالحديث وفنونه، سار بمصنفاته الركبان، ووليّ القضاء ثماني سنوات"، وقال السبكي في الطبقات الكبرى: لم ندرك أحد من مشايخنا يختلف أن ابن دقيق العيد هو العالم المبعوث على رأس السبعمائة، وأنه أستاذ زمانه علماً وديناً، توفي الإمام ابن دقيق العيد سنة 702هـ ودفن بالقاهرة. إقرأ المزيد