تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"أرض البشر" هي رواية الطيار والكاتب الفرنسي "انطوان دي سانت أكسوبري" نقلها إلى العربية مصطفى كامل فوده، بلغة تدغدغ حواس القارئ لعالم الطيران وكواليسه، وبما يساعد على الإندماج في هذا الكون الذي يصوره المؤلف، إذ يستحيل المشهد السّردي - في الرواية - إلى رؤيا، أو حلم، يتمنى القارئ ألا ...يستيقظ منه، شأنه شأن السارد الذي ينقل إلينا بعضاً من إحساسه أثناء الطيران، ولحظات خاصة تحيا وتنمو في تلافيف الذاكرة، تجمعه برفاف، يتعين عليهم في كل لحظة إحتمال السقوط المريع، فربما هي لحظة تغفو عنها عين الطيار، فلا يصحو إلا في عمق هوّة سحيقة في عمق بحر أو وسط ركام من جليد، وربما لا يصحو أبداً، ويصير كنتف غيوم، أو يرقد في عمق محيط: "رفاقنا لن يعودوا أبداً، إنهم يرقدون في ذلك المحيط الجنوبي طالما حرثوا سماءه".
عبر هذا الفضاء، تأتي حكاية "أرض البشر" تقدم لنا عالماً وهمياً ولكن مطابقاً للعالم الذي نعيش فيه ونحيا، حيث الأرض، وبحارها، وصحارها، والسماء، وغيومها، وحيث يعلو الطيارون بطائراتهم وسط الكواكب والسُحب، لكن "غيومة" هو أكثر الرفقاء حضوراً في ذاكرة السرد....
"غيومه" رفيق المؤلف الذي سقطت طائرته وسط جبال الأند، وظل خمسة أيام متكلساً في ركام الثلوج، لكنه من خلال الذكريات استطاع أن يقاوم الموت الذي لامس جلده من قرب، فقط روحه ظلت تقاوم: "كنت أمشي في الثلج وكان جلّ عملي أن أمنع نفسي من التفكير، كنت أتألم أكثر مما أستطيع، في الثلج يفقد المرء غريزة الحفاظ على الذات فقداناً تاماً، فبعد يومين، ثلاثة، أربعة من المسير لا يعود المرء يرغب سوى في السُبات، كنتُ أتمناه، لكنني كنتُ أقول لنفسي إن امرأتي إذا كانت تعتقد أنني أحيا، فهي تعتقد أنني أمشي، الرفاق يعتقدون أنني أمشي، إنهم يثقون بي جميعاً".
"أرض البشر" نص روائي ممتع، متماسك، يسهل الدخول إليه ولا يمكن الخروج منه إلا وقد علقت منه بالبال أسرار، وآثار... إقرأ المزيد