القرآن والتوراة والإنجيل ؛ دراسة في ضوء العلم الحديث
(0)    
المرتبة: 16,948
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة المؤلف:لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث وكنت أعرف، قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، أن القرآن يذكر أنواعاً كثيرة من الظواهر الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق ...قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث.
وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل. أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينهما وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا.
وأما بالنسبة للأناجيل فما نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة ونعني بها أنساب المسيح. وذلك أن نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض.
غير أن وجود هذه المور المتناقضة وتلك التي لا يحتملها التصديق، وتلك الأخرى التي لا تتفق والعلم، لا يبدو لي أنها تستطيع أن تضعف الإيمان بالله، ولا تقع المسؤولية فيها إلا على البشر، ولا يستطيع أحد أن يقول كيف كانت النصوص الأصلية، وما نصيب الخيال والهوى في عملية تحريرها، أو ما نصيب التحريف المقصود من قبل كتبه هذه النصوص، أو ما نصيب التعديلات غير الواعية التي أدخلت على الكتب المقدسة. وأن ما يصدمنا في أيامنا هذه أن نرى المتخصصين في دراسة النصوص يتجاهلون ذلك التناقض والتعارض مع الحقائق العلمية الثابتة، أو يكشفون عن بعض نقاط الضعف ليحاولوا بعد ذلك التستر عليها مستعينين في ذلك بهلوانيات جدلية. وسنقدم في هذا الكتاب أمثلة لاستخدام بعض كبار المفسرين لصيغ براقة دفاعاً عم أنجيلي متي ويوحنا ومدحاً لها. وإن استخدام هذه الوسائل للتستر على تناقص أو على أمر بعيد التصديق، مما يسمونه "صعوبة" استحياء، قد كان ناجحاً في كثير من الأحيان، وهذا ما يفسر لنا كيف أن كثيراً من المسيحيين ظلوا يجهلون نقاط الضعف الخطيرة في كثير من المقاطع في العهد القديم وفي الأناجيل، وسيجد القارئ في الجزءين الأول والثاني من هذا الكتاب أمثلة صحيحة في ذلك.
أما الجزء الثالث فسيجد فيه القارئ أمثلة توضيحية لتطبيق العلم على دراسة أحد الكتب المقدسة، وهو تطبيق لم يكن ليتوقعه الإنسان، كما سيجد القارئ في ذلك بياناً لما قد جاء به العلم الحديث الذي هو في متناول كل يد من أجل فهم أكمل لبعض الآيات القرآنية التي ظلت حتى الآن مبهمة أو غير مفهومة ولا عجب في هذا إذا عرفنا أن الإسلام قد اعتبر دائماً أن الدين والعلم توأمان متلازمان. فمنذ البدء كانت العناية بالعلم جزءاً لا يتجزأ من الواجبات التي أمر بها الإسلام. وأن تطبيق هذا الأمر هو الذي أدى إلى ذلك الازدهار العظيم في عصر الحضارة الإسلامية، تلك التي اقتبس منها الغرب نفسه قبل عصر النهضة في أوربا، وإن التقدم الذي تم اليوم بفضل المعارف العلمية في شرح بعض ما لم يكن مفهوماً، أو في شرح بعض ما قد أسيء تفسيره حتى الآن من آيات القرآن، ليشكل قمة المواجهة بين العلم والكتب المقدسة. إقرأ المزيد