تاريخ النشر: 23/02/2009
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ينطوي هذا المؤلف على قراءة رأسمال وإنتاج المنتج العقلي لفرد يمتلك ملكة التفكير الناضج والوعي الحاسب والرؤية الثاقبة لما يحدث من سلبيات لأغلبية الناس الذين يعيشون معه في جيرة أو مجتمع محلي وأمة واحدة، لا تحدث بسبب الكوارث الطبيعية بل من قبل مفسدي سياسة الحكم ومنفذيها الذين يستغلون مناصبهم ...العليا لتعزيزها وسرقة المال العام أو إصدار قوانين طارئة لا تخدم الأغلبية وإهمال أبناء الطبقة الدنيا دون رعاية أو تطوير وكل من لا يستطيع أخذ حقوقه من المواطنين من الجهات الرسمية ويقوم بواجباته تجاهها دون مقابل.
وفي هذه الحالة يجد المجتمع نفسه بأمس الحاجة إلى أصحاب الوعي والفكر والحس الإنساني والوطني لتنوير الناس بما هم عليه من بؤس وشقاء وإيصال هذه الحالة إلى الرأي العام والدفاع عنهم وعن حقوقهم المهدورة. وهنا يقع الصراع بين أصحاب الوعي ورموز سياسة الحكم والسياسة الاجتماعية. عنده يمسي المثقف شمعة تحترق لينير الدرب للآخرين.
ولما كان علم الاجتماع يدرس الظواهر الاجتماعية السلبية أكثر من الإيجابية، وهذه الحالة تمثل الظاهرة السلبية فقد تم تناولها من قبله بشكل متقطع وأحياني لأنه يمثل العاملين فيه. لكن بعد أن قطع شوطاً كبيراً في دراسة المشاكل والظواهر الاجتماعية السلبية في عدة مجتمعات مختلفة تحول إلى الاهتمام بالعنصر (القوي الضعيف) ألا وهو الباحث والكاتب والمفكر والأديب والناقد. إنه قوي في فكره وقلمه وضعيف في موقعه على السلم الاجتماعي. ولما نذر نفسه لهذه المهمة التنفيذية التي تستكشف العلل والتقرحات التي تعيش في الجسد الاجتماعي، فإن ذلك يعرضه للتهديد والمقاضاة والعقوبات الحكومية لأنه يكشف أخطاءها ويدافع عن ضحاياها الأبرياء وأخطائها الكارثية التي تصيب مجاميع من الأفراد.
وإزاء ذلك بدأ بعض علماء الاجتماع من المهتمين بالمعرفة والثقافة الاجتماعية بدراسة فعل وآثار الشخص الذي امتلك هذه الملكة النادرة ويستخدمها في تشخيص مسببات العلل والتقرحات الاجتماعية التي سببها رموز النسق السياسي أو الاقتصادي أو الديني من أجل إنارة الطريق أمام الجاهلين بهذه العلل والتقرحات وتوجيه سهام نقدهم لمسببيها (واضغي السياسة ومنفذيها) وطالما يحصل صراع موقعي (وليس اجتماعياً) بينهما فإن هذه الحالة تجذب أقطار علماء الاجتماع لتسليط ضياء أقلامهم عليها واستجلائها وجعلها مادة للبحث والاستقصاء.
هذا ما هدف إليه مؤلفنا في بحثه من أجل الوصول إلى مكنونات ثقافة المثقف وما تؤول إليه من معالجات وطروحات. في الوقت ذاته تعرض إلى بعض سلبيات المثقفين العرب في الوقت الراهن كجزء من مهمة المؤلف.
أما محتواه فقد تضمن الفصل الأول تاريخ المثقف في مجتمعات متباينة تاريخياً وحضارياً مع تحديد مفهوم المثقف ولماذا نحن الآن بصدد دراسته ولم تحصل قبل الآن. أما الفصل الثاني فقد تناول علاقة المجتمع بالمثقف وكيف ينظر إليه علماء الاجتماع المعاصرون وعلمهم الفتي. بينما انكب الفصل الثالث على دراسة علاقة الثابت والمتحول عند المثقف الغربي والعربي في حين اختص الفصل الرابع ببيان وظيفة المثقف في المجتمع وتقاليده الثقافية وحركته داخل المجتمع ومهمته وسماته الشخصية. ثم انتهى بمستخلصات مجردة تم أخذها من معلومات المتن لتكون مادة تنظيرية لاختبارها من قبل باحثين اجتماعيين آخرين والتعرف على مدى صدقها. إقرأ المزيد