نظرية المعنى في الدراسات النحوية
(0)    
المرتبة: 59,609
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:بدأ النحو منطلق عظيم هو السعي لفهم معاني القرآن الكريم، ومعرفة أساليب التعبير عن تلك المعاني، والكشف عن أسرار بلاغته، ووجوه إعجازه، ثم خطا علماؤه خطوات لإنضاج الفكر النحوي والإرتقاء به إلى أربع مستويات الرقي العقلي؛ وذلك بتنويع إتجاهات البحث فيه وتطوير وسائل الكشف عن وجوه معاني الكلام.
وقد أثبت ...الدراسات النحوية الحديثة، صحة هذا الإتجاه في التفكير النحوي وسلامة مسراه، وذلك بما ظهر في العالم من مدارس نحوية تعنى بالمعنى وتهتم بمسالك التعبر عنه.
من هنا، فإن للمعنى أثر ملموس في الدراسات النحوية التي ظهرت منذ بدء التأليف النحوي حتى نهاية القرن الرابع الهجري، ويظهر هذا الأثر واضحاً في مناهج البحث النحوي وصياغة النحاة أصول النحو وفروعه وتعليلهم ظواهره وأحكامه، ودراستهم دلالة مفردات اللغة وتراكيبها، وفهمهم أساليب الكلام وطرائق التعبير، وجدلهم في إختلاف أوجه الإعراب في اللفظ الواحد، وتأويلها وتخريجها وغير ذلك مما زخرت به تصانيفهم من مسائل نحوية وحجج وموازنات ومناظرات ونواخذات.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يضم دراسة في نظرية المعنى في الدراسات النحوية، وجاء ذلك ضمن تمهيد وثلاثة وأبواب، تم في التمهيد بيان المراد من المعنى، والإشارة إلى أنواعه، وإلى معنى الدلالة وأنواعها، والتفريق بين الدلالة والمعنى بما يرفع الخلط بينهما ويزيل اللبس، ومن ثم بيان دوافع هذا البحث بالنسبة للباحث، وعرض لآراء النحاة المحدثين الذين أنكروا أن يكون للمعنى أثر في تلك الدراسات.
أما الأبواب الثلاثة، فقد تولى الباب الأول بيان أثر المعنى في عدد من وجوه الصناعة النحوية موزعة على ثلاثة فصول تم فيها بيان أثر المعنى في كل من الحدّ والمصطلح والتقسيمات أو التفريعات النحوية، ثم أثر المعنى في كل من العامل، والتعليل، والتأويل، والقياس، ومن ثم تم إفراد فصل مستقل للخلاف النحوي عمد الباحث فيه إلى إيضاح ملامح المعنى في مسائل خلافهم موزعاً تلك المسائل على مجموعات تضم كل مجموعة عدداً من المسائل المتشابهة، ثم إختيار مسألة أو أكثر لتكون مثالاً للتحليل وبيان أثر المعنى في خلافهم فيها.
أما الباب الثاني فقد تم تخصيصه لدراسة أثر المعنى في دراسة النحاة لظاهرتي الإعراب والبناء، وذلك ضمن فصول ثلاثة، تم في الأول منها دراسة (قرائن الإعراب)، وأهم القرائن التي شملتها الدراسة هي: أقسام الكلام، التعريف والتنكير، التذكير والتأنيث، النفي، والإفراد والتثنية والجمع، والتوضيح بالأمثلة كيفية إستدلال النحاة بهذه القرائن على توجيه الإعراب الوجهة المقصودة، وتم في الفصل الثاني بيان معاني الإعراب ودلالة كل من الرفع والنصب والجرّ والجزم عند النحاة القدامى وموازنة بين ما قيل في تلك المعاني وإدّعاء بعض النحاة المحدثين فضل إكتشاف تلك المعاني.
وجاء الفصل الثالث بمثابة إيضاح لإتجاه نحوي متطور في الدراسة النحوية، وبيان الوجوه الإعرابية المختلفة للفظة الواحدة بإختلاف المعاني المقصودة، وتم تقسيم هذه الوجوه على أقسام بحسب إحتمالها للحالات الإعرابية المختلفة، وتم تخصيص الباب الثالث لبيان أثر المعنى في نظم الكلام.
وجاء ذلك ضمن فصلين، في الأول منها كانت هناك دراسة لأثر المعنى في دراسة النحاة الجملة وتقسيماتها والعوارض التي تطرأ على بنائها، وبيان المعاني التي أوضحوها في حالات الحذف أو التقديم والتأخير، أو الفصل والوصل أو القصر والحصر وغير ذلك مما جعلوه أساساً لدراسة علم المعاني.
بينما ضم الفصل الثاني دراسة لــ"معاني الكلام" وبيان أن دراسة النحاة الكلام كان بدافع إحساسهم بأثر المعنى في تقسيمه إلى خبر وإستخبار وأمر ونهي وعرض وتخصيص وتمنّ وترجّ وغير ذلك من المعاني التي يتشعب إليها الكلام، وإيضاح آراء النحاة والبلاغيين في هذه المعاني، قدر الإمكان، واختتم الكتاب بخاتمة جاءت بمثابة بيان النتائج التي توصل إليها الباحث في بحثه هذا. إقرأ المزيد