طرابلس... عبق الماضي ؛ صور وملامح من ذاكرة المدينة
(0)    
المرتبة: 70,433
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة نيل وفرات:..ليست المدن مجرد بشر يتزاحمون ويتفاعلون ويتدافعون ولا مجرد مبان ترتفع من طوب ورمال تعلو فوق القامات والهامات ولا ضجيج وصخب يعلو فوق ما عداه من صور الوجود ومظاهر الحياة.. إن المدن الحقيقية هي تلك التي لها تاريخ ولها ذاكرة تحفظ تاريخها لا لتتباهى به فقط وذلك حقها ولكن ...لتستمد منه الاعتزاز بذاتها والتمسك بقيمها والاعتداد بمقوماتها التي جعلتها تبقى على قيد الحياة والوجود رغم الحقب والدهور ورغم أنف العابرين والمغامرين والمستعمرين الذين يريدون المكان بلا إنسان ولا كيان ولا وجدان، فما مر غاز على حضارة إلا سعى لتدمير أركانها وهدم بنيانها وإلغاء هويتها ومسخ شخصيتها والتهام بقيتها، ولهذا زالت مدن ودالت دول وانهارت حضارات وما قاوم وعاند أسباب الفناء وعرف أسرار البثاء إلا قليل ومن هذا القليل:
طرابلس هذه المدينة الحاضرة القديمة جداً منذ ما قبل التأريخ لم يفتح بعد مغاليق أسرارها لنعرف منذ متى كانت لكننا نعرف أنها كانت وما زالت وستبقى عروس البحر المتوسط وجوهرة الشمال الإفريقي ودرة القارة السمراء التي فيها كان وجود الإنسان الأول وإليها ستعود البشرية ذات يوم عبر طرابلس باب البحر إلى الصحراء التي هي الحارس الأزلي لجنة الأرض أفريقيا المتدفقة أنهاراً وثماراً.
هذا الكتاب الذي تصدره اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام بمناسبة اختيار طرابلس عاصمة للثقافة الإسلامية ضمن منشورات عديدة تتناول الحدث والمناسبة والمعنى يقدم عبر الصور التاريخية والمعلومات المدققة صورة عن مدينة طرابلس خلال حقب مختلفة وشواهد عن آثار ومآثر الذين مضوا منذ كانت تتقلب في كنف المقادير والأحداث بين الغزاة والمستعمرين إلى أن استقر بها المقام على شاطئ الأمان حين دخلت الإسلام واختارت دين الله الخاتم ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم الجامعة لكل الرسالات وتمسكن به لتبقى رغم الحادثات والعاديات حتى أكرمها الله قبلغت ذروة سنام عزتها بقيام ثورة الفاتح العظيم وصارت درة الحواضر. إقرأ المزيد