تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة
تاريخ النشر: 04/10/2008
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:شهد المغرب في مطلع هذا القرن حركة علمية تستنهض الهمم من أجل تحرير النفوس مما كبلها من العوائد البغيضة، وما تركز فيها من الأخذذ بصور الجهل والإنحطاط والخنوع.
وكان لبعض أحاديث الشيوخ في القرويين، وفي بعض مجالس المسامرات عن تفشي العادات السلبية مثل: الإسراف في الإنفاق في الأفراح والمآتم، والمغالاة ...في المهور وفي تزيين المنازل... أثرها القوي الفاعل في المجتمع المغربي.
يقول العلاَّمة "عبد الحي الكتاني": "... وإن مما يبشر بحسن المستقبل، ويوفي ببعض المؤمل، ما تحرك إليه بعض أهل الشعور الصادق، والإحساس الرائق، من البحث عن بعض الأضرار التي أصابت الأمة الفاسية، وأثقلت كاهلها من جهة هذه العوائد الفاشية، والبدع التي هي على العموم والخصوص ماشية، وعن أضرارها ومصائبها متغافلة متناسية إلى أن وصل السيف إلى حده، بل دخل بنصله وغمده...".
كما ظهرت العديد من الكتابات تنتقد هذه العوائد والبدع، وأعلاها شأناً، وأرفعها ذكراً ما كتبه حافظ المغرب "عبد الحي الكتاني" في كتابه: (تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة).
فهو كتاب نسيج وحده في كثير من مباحثه، وسيشهد بهذا ويجده جلياً كل من يطالعه، ملاحظاً كثرة المصادر التي اعتمدها، وفي ذلك يقول: "وقد طالعت على جمع هذه الرسالة عدة من كتب الأئمة المعتبرين للمتقدمين والمتأخرين تزيد على الثلاثمئة ديوان والتي نقلت منها فيها عدة تزيد على المئة وخمسين مصنفاً".
و"تبليغ الأمانة" هو: عند العالم المسلم، مسؤولية ثقيلة يشعر أنها تَشقُّ عليه، وتُثْقِل كاهِلَه، فضلاً عن كونها تُعرْضه أحياناً لإهانات ومضايقات شتى، ولكنه يدرك بالمقابل أن عليه ان يمضي إلى الأمام فيُنذر بما يراه سيئاً مشيناً بالإسلام وأهله، ويجهر بالقول فيه.
والعلاَّمة "عبد الحي الكتاني" يذكر في تمهيده لموضوعه أن ما حمله على تأليف كتابه هذا هو ما شاهده من تفشي "العوائد الضارية، وإنتشار البدع في مجالات متنوعة في الحياة الإجتماعية"، فمن تلك العادات "ما هو مصادم للدين الإسلامي أصلاً وفرعاً، ومنها ما هو مقرر الأصل العام في الدين ولكن عرض له في هذا الزمن النحيس من العوارض والتوسع والأحداث ما بشع صورته ومظهره حتى يحكم الناظر لأول وهلة بأن بينه وبين تعاليم الدين ومبادئه فراغاً واسعاً، أوسع ما بين المشرق والمغرب، ومنها ما هو موقع في هتك العِرض، ومنها ما هو مضاد على خط مستقيم لطرق حفظ الصحة، وأساليب الوقاية المعترف بها في الشرع الشريف، ووقاية النسل من الفساد في الصحة والأخلاق. إقرأ المزيد